الجمعة، 15 أكتوبر 2010

المصريون والقبور . في ذكري أكتوبر والعبور

كتب : صلاح الدين محسن
14-10-2010

نحن في شهر أكتوبر . بعد مرور 37 عاما علي العبور . ما هو حال المصريين اليوم ؟؟؟
لا يزال النظام العسكري المصري يحرز انتصارات خيالية ضد مصر وشعبها . حتي وصل الحال لما لا يصدقه عقل ..

ومن أبسط مظاهر معاناة المصريين تحت أقدام الحكم العسكري . ومن أخف معاناتهم وطأة . ننقل لكم بعضا مما نشرته احدي صحف مونتريال الصادرة بالعربية . يوم 13أكتوبر2010 . - صحفيون لبنانيون مهاجرون - " جريدة الأخبار " بالصفحة السابعة :

" سوق سوداء للمقابر في مصر "
هموم الحياة تلهي المصريين ، وتكاليف الموت تشغلهم أيضا
! ...

فأسعار المدافن ترتفع باستمرار حتي باتت فوق طاقة الأسرة المصرية البسيطة .
الحد الأدني لسعر المتر الواحد في المقابر تجاوز 1000 جنيه مصري
..!

ادارة المدافن في محافظة القاهرة تفرض رسوما مرتفعة تبلغ 125 جنيها لكل متر . لتجديد الأسوار . ..

وهناك رسوم أخري تبلغ 250 جنيها لكل متر عند اعادة بناء السقف بالأسمنت فضلا عن 40 جنيها للمتر لتبطين جدران المدافن )) .
-----
هذا ما اقتطفناه مما نشرته الجريدة ..

ومن المعروف أن المصريين يعانون أشد المعاناة لأجل الحصول علي مسكن للحياة .. ويضاف الي معاناتهم تلك .. معاناة الحصول علي مدافن للموتي
....!
-----
والأغرب من ذلك هو أن القضايا التي يهتم بها ناشطون وكثير من المحامين وأعضاء البرلمان . ليست حقوق الأحياء في السكن ، ولا حقوق من يموتون في مدافن يدفنون فيها .. كلا ..
ولكن جل ما يشغلهم أكثر ويمطروا بسببه مكتب " النائب العام " والمحاكم . بما لا حصر له من الدعاوي . هو :
حقوق الله في الايمان به ومطاردة غير المؤمنين وملاحقتهم قضائيا للزج بهم في السجون .. والدفاع عن أديان الله ، والزود عن نبي الله . الذي عليه صلي الله . وسلم أيضا (!)...

في الآونة الاخيرة . وصل لمكتب النائب العام دعوي . موقع عليها من 115 من المحامين المصريين . بخصوص الفتنة الطائفية . الدعوي ليس الغرض منها اطفاء الفتنة . وانما زيادة نارها سعيرا
...!

ويوجد محام مصري – بل أكثر من واحد – وداعية ديني . - وبرلمانيون - تخصصوا في ملاحقة الشعراء والكتاب والمفكرين والفنانين في المحاكم بغرض الزج بهم في السجون . دفاعا عن رب السماوات والأرض . ودفاعا عن نبي الله . . الله . الههم المنتقم الجبار ، العلي القدير ... منشغلون بالدفاع عنه . فسبحانه
.. ! ..

فتري : كم من المحامين ومن الدعاة الدينيين وكم من اعضاء البرلمان ..اهتموا بقضية حق الموتي – عامة - في أن تكون لهم مدافن مجانية يدفنون فيها . في صحراء بلدهم الجرداء التي تشكل 96% من مساحة مصر .. ! أو حتي بأسعار يقدر عليها الفقراء . بدون اتجار من أجهزة الحكومة ولا من الوسطاء ؟!.

منذ عام 1952 . لم يحرز الحكم العسكري لمصر أية انتصارات سوي علي الشعب . وعلي الشعب فقط ..
نحن الآن في شهر أكتوبر . حيث يحتفل النظام العسكري المصري . في كل عام بانتصار .. هو في الحقيقية انتصار علي مصر وشعبها . فبعد هزيمة مصر وشعبها علي يد النظام العسكري . في يونيه عام 1967 . واحتلال سيناء بالكامل وضياع ادارة مصر لقطاع غزة .. قام النظام العسكري . بعبور قناة السويس فقط . وراح يملأ الدنيا بفرحة انتصاره ، بينما كانت سيناء باقية تحت الاحتلال . وتمكن النظام من استردادها بالمحايلة والملاينة .. وبالتفاوض وتقبيل الأيادي ، وقبول شروط استردادها ..
وتفرغ النظام بعد ذلك تماما .. وطوال هذه السنين لمحاربة شعب مصر . حروبا ضارية . أبسطها كما رأيتم . محاربتهم في دفن موتهاهم . ومحاربة ايجاد مسكن للأحياء منهم . وقائمة الحروب طويلة . وبوحشية تتورع عن اقترافها حتي الوحوش ...
****************