الجمعة، 8 أكتوبر 2010

في ذكري العبور : أين العبور الحقيقي ؟

كتب : صلاح الدين محسن
6أكتوبر 2010

النظام العسكري . يحكم منذ عام 1952 وحتي اليوم . وهو الذي يقرر الحرب من نفسه . ويقرر السلام من نفسه ، وحسب مفهومه للسلام ، ويكمم الأفواه ويفتح السجون من نفسه . وينهب ثروات الوطن ويتاجر حتي في الصحراء الجرداء من نفسه ولنفسه ولوحده ولصالحه ..

لو قال قائل : ليس هذا هو العبور الحقيقي . الذي يحتفل به منذ 37 عاما .. بل كان العبور هو ما وعدونا به قبل نكسة 5 يونيه 1967 – تحرير كامل فلسطين ، وتحقيق الديموقراطية والاشتراكية والعدالة عبورا للقهر والفقر ..
فيقال له : كيف لا تري عبور أكتوبر 1973 ؟ ! أولم يكن عبورا للهزيمة ؟
فيرد : الذين صنعوا الهزيمة لا يزالون في الحكم حتي اليوم – العسكريون – وكان يجب محاكمتهم وابعادهم عن السلطة .
فكيف يكسرون ظهر الوطن بهزيمة ثقيلة . وعندما يعالجون عظام الوطن التي كسروها ( ان كان المكسور قد عولج حقا ) . يطالبوننا بتخليد نصرهم التاريخي العظيم ؟!

فيقال له : أنت هكذا تسخر من دماء شهداء العبور وجهود الأبطال الذين صنعوا النصر
!!!
- النظام العسكري هو الذي تسبب قي اراقة دماء الشهداء في العبور ، ودماء شهداء النكسة و.. دماء شهداء ذهبوا خارج مصر بعيدا عن الحدود / وتسبب في ازهاق أرواح وخراب اقتصاد الشعب ، ومن حطام هزائمه يصطنع انتصارات اصطناعا .. لتمجيد نفسه والهاء الناس الغافلين عن جهله وعبثه وفساده

لو .. اعتبرنا حرب 6 أكتوبر 1973 . نصرا كاملا.. أحرزه النظام العسكري ، فأعاد سيناء – ومعها غزة . التي كانت تحت الادارة المصرية – بعدما أضاعهما بهزيمته في يونيه 1967 .. فرضا ..
لو افترضنا .. أن العبور كان انتصارا . علي الحدود .. فهو الانتصار الوحيد في تاريخ حكم العسكريين .. أما في الداخل حقق النظام حزمة كبيرة من الهزائم ..
كافة أنواع الهزائم . الصناعية والزراعية والاروائية والاجتماعية والتعليمية ، والاسكانية والبيئية ، وتسبب في فقدان الوئام الاجتماعي بين الطوائف وبفعل وبتواطؤ من النظام مع الارهاب العقائدي . وكذلك هزيمة سياسية دولية منكرة تتجلي في فقدان المكانة المحلية والعالمية السابقة واللائقة بالوطن .

نعم .. العبور الحقيقي .. ليس هو العبور الذي يحتفل به النظام العسكري واعلامه اليوم ويشغلوا به الشعب في كل عام .. كلا ..
أين العبور الحقيقي ؟
العبور هو ما وعدنا به النظام واعلامه . قبل هزيمته في يونيه 1967 ومن ضمن ما وعدوا به : صناعة كبري ، ملاعب خضرا ، تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا . في كل بلدة .. ) وهو ما كانت تقوله كلمات أغنية شهيرة وقتذاك للمطرب عبد الحليم حافظ . بالاضافة لوعد تحقيق حلم العدالة والرخاء والديموقراطية .. ولم يتحقق أي شيء من هذا بل العكس تماما ، بل ما هو أسوأ من العكس ..

وقد عمل الحاكم العسكري الوريث لعبد الناصر – السادات – بالسلام علي الحدود الشرقية لمصر .. ولكنه واصل الحرب بالداخل ضد الشعب . فأطلق عقال ذئاب انفتاحه الاقتصاديه غير العاقل ، غير الرصين . وفتح الباب لضباع الجماعات الدينية . الذين بدأوا بالتهامه ..
ثم ورثها لعسكري آخر – مبارك – الذي التزم بسياسة السادات في السلام علي الحدود وتصعيد الحرب بالداخل ضد الشعب ، بتسليط وحوش النهب والفساد ، فانتشر الفقر والجوع ، وتمادي في ترك الزمام لجنود الاظلام الديني ، لتحجيب وتنقيب عقول الناس ، وشغلهم عمن يسرقون قوتهم وأمانهم بقضايا الحجاب والنقاب وما يشبهها من القضايا .. !

أين العبور الحقيقي ؟

هل هو ما يحتفلون به كل يوم 6 أكتوبر من كل عام ومنذ 37 سنة مضت ؟ ليس هذا هو العبور الحقيقي

العبور الحقيقي لم يتحقق بعد

*********