السبت، 28 أغسطس 2010

الصلاة في الشارع . وبناء الجوامع !

كتب : صلاح الدين محسن

لم تعرف ظاهة الصلاة في الشوارع في مصر الا بعد أن استفحل نفوذ الجماعات الاسلامية . في عهد الرئيس السادات.. وازداد نفوذهم في عهد مبارك أضعافا مضاعفة . فراحوا يبتدعون أشياء كثيرة لم يألفها المجتمع المصري . منها الصلاة في الشوارع – ثم الصلاة في أماكن العمل ، وتعطيل مصالح الناس -
ووصل الأمر بظاهرة الصلاة بالشوارع في مصر . الي درجة اغلاق نصف أهم شارع بالعاصمة المصرية – القاهرة - . وهو شارع رمسيس . من ناحية غمرة .لأجل صلاة الجمعة . رغم كونه ككل شوارع القاهرة . شديد الزحام ..

وتلك الظاهرة نقلها للغرب أتباع الجماعات الاسلامية المندسون في المجتمعات الغربية أوربا وأمريكا وكندا .. - واستراليا أيضا - ..

فماذا لو شب حريق باحدي العمارات وقت الصلاة بالشارع ، وجاءت سيارة الاطفاء . بينما المؤمنون جدا . منهمكون في افتراش وشغل الطريق العام . وعددهم بالمئات ..؟!

وماذا لو جاءت سيارة الاسعاف لانقاذ انسان أو أكثر في حالة خطرة .. بينما الطريق يشغله ( المؤمنون ..) لآداء الصلاة ..؟!

أي مسجد بأي حي من أحياء المدينة . يمكنه استيعاب الراغبين في الصلاة من سكانه.. ، ولكن الجماعات الاسلامية السياسية . يتعمدون حشد أنصارهم وأتباعهم من الأحياء المختلفة . القريبة منها والبعيدة عنها ، خصيصا ، مع سبق الاعداد والترتيب .. لأجل الصلاة في الخلاء ، بأماكن معينة ، وتكون أكثر المناطق حساسية بالنسبة للسلطات والجماهير .. انه مأرب سياسي يخطط له علي المدي ..

لا توجد ولا حتي جمعية اسلامية واحدة متخصصة أو مهتمة بقدر ما ببناء بيوت للفقراء . تكون اقتصادية التكاليف واقتصادية الايجار .. لا توجد ولا جمعية اسلامية واحدة مهتمة بذلك . ولكن كل الحركات والجماعات الاسلامية مهتمة فحسب ببناء بيوت كثيرة جدا باهظة التكاليف للغني الحميد .. سبحانه وتعالي في سمائه .. وليس للفقراء من عباده - جل جلاله - .. .. !

ما دامت الصلاة في الشارع - بالخلاء - جائزة ومقبولة . فلماذا بناء المساجد بينما هناك آدميون مسلمون بالعاصمة المصرية . وبالملايين لا يجدون سوي القبور ، وعشش الصفيح . للعيش فيها ؟!

لماذا لا تسخدم الأرض الفضاء . بعيدا عن الشوارع العامة ببلاد مزدحمة . في الصلاة ، وتوجه تكاليف بناء بيوت لله . لأجل بناء بيوت للفقراء من عباد الله . وارجاء بناء بيوت كثيرة لجلالته . لحين سد حاجة عباده الفقراء ..

الغرض من تعمد الجماعات الدينية الاسلامية حشد الناس من مختلف الأحياء للصلاة بالشوارع العامة وبالمناطق الحساسة . بأكبر مدن الدولة – أيا كانت الدولة - . هو تعويد السلطات علي هذه المظاهرة الدينية – التي تبدو بريئة – بالشوارع والمناطق الاستراتيجية . لحين اكتمال تهيئة الجماعات الدينية . للمواطنين ، واعداد عدة تلك الجماعات . للقيام ذات يوم . بتحريض الشعب بشكل عام ، للاستيلاء علي المرافق الحكومية ، وقلب نظام الحكم .. .. والاستيلاء علي السلطة . وهو الهدف الذي تسعي اليه تلك الجماعات الدينية الاسلامية . وعلي رأسها الجماعة الأم " الاخوان المسلمون " والتي لا يخفي علي أحد . هدفها في الاستيلاء علي السلطة ..


كيف تكون الصلاة في الخلاء تمهيدا لقلب نظام الحكم ؟

الصلاة في الخلاء . هي أنسب لتهييج المصلين وغيرهم من عابري الشارع ، وتسييرهم نحو الهدف والغرض المراد تسييرهم اليه . فاخراج المصلين في ثورة وغضب . ان كانت الصلاة بداخل المسجد . هي أقل فعالية عما لو كانوا يصلون بالشارع . فصلاتهم بالمسجد تكون خلف أسوار ، وفد يتغير رأي المصلي بعدما يخرج ويقف في طابور منتظرا دوره للخروج من الباب . وبدلا من الاتجاه صوب الهدف المطلوب . فانه قد يتجه الي بيته ..

وهذا تصورنا لسيناريو تثوير وتهييج المصلين بالشارع . في مصر . لقلب نظام الحكم والاستيلاء علي السلطة :

لو أن ألفين من الرجال والشباب - - أغلبهم ينتمون أو يتعاطفون مع الجماعات الاسلامية – قاموا بالصلاة بالشارع . خلف أو قرب مبني الاذاعة والتليفزيون بالعاصمة – القاهرة – وحرضهم الخطيب علي اقتحام مبني التليفزيون والاستيلاء عليه ، بدعوي انه يبث الكفر والخلاعة ويشجع علي الرزيلة ، ويخالف الشريعة و يغضب الله – كما يقول الخطباء ورجال الدين - .. وباغت هذا العدد من المصلين . حراس ومديري وموظفي المبني بهجوم كاسح ، واستولوا علي غرف البث وبمساعدة وبتواطؤ من المذيعين والمذيعات والعاملين . الذين اخترقتهم الجماعات الدينية ودروشتهم . وحجبت من حجبت من المذيعات والقتيات المهندسات والموظفات اللائي اخترقت الجماعات الدينية عقولهن . وصرن علي ولاء للجماعة الاسلامية لا لمبني التليفزيون مكان عملهن وعملهم .....
وفي ذات الوقت لو نفذ نفس السيناريو – الصلاة بالخلاء – حيث يوجد رئيس الدولة ، وفي شارع آخر . حيث يوجد وزير الداخلية ، وبشارع ثالث . حيث يوجد وزير الدفاع ... وبشارع رابع بجوار مبني الحرس الجمهوري بحي عابدين بقلب القاهرة .. . وأيضا .. حيث يوجد رئيس كل من الاستخبارات العامة ، والعسكرية .. وفاجأوا الحرس ، واستولوا علي القيادات بمساعدة من تم دروشتهم من الحرس الجمهوري – مثلهم مثل كافة أجهزة الدولة وكافة طبقات الشعب . فقد اخترقت جماعة الاخوان كل مفاصل الحكومة والمجتمع . واقنعت الكثيرين بوجوب اسقاط النظام . ليس لصالح المدنية والحداثة وانما لصالح الجماعة ولاقامة شريعة وقوانين مضي عليها أكثر من 1400 سنة ..

لو حدث كل ذلك في وقت واحد في يوم جمعة عقب الصلاة بالشوارع التي تتبعها خطبة من أحد الخطباء التحريضين التهييجين ..
لو جري ذلك . وقاموا باصدار بيان عبر التليفزيون الذي يتم الاستيلاء عليه بنفس الطريقة . فان الشعب الذي يمتليء جسده بجروح وقروح من أفعال النظام الحاكم . سوف يهب بأكمله للتعبير عن فرحته بسقوط ذاك النظام وليشارك .. ويبايع من قام بهذا العمل ، أيا كان ، ضيقا ويأسا من النظام ..
... ...
أمامي صور ، لاناس مسلمين يغلقون الشوارع في أمريكا لأجل الصلاة ! ورسالة من استراليا تؤكد حلول نفس الظاهرة هناك أيضا . - وصلتنا من قرائنا الأعزاء - .

رعايا أمريكا . يمثلون كافة أديان الكرة الأرضية . حيث هاجر اليها واستوطن فيها بشر من كافة أنحاء الدنيا ..
ولكن لا يوجد سوي دين واحد فقط . هو الذي يسد أتباعه الشوارع لأجل الصلاة . وفي نفس الوقت ينشطون في بناء مساجد ..!

ماذا لو قام أتباع كل دين من الأديان الأخري في أمريكا بسد الشوارع والطرق لأداء صلواتهم هم أيضا أسوة بما يفعله اتباع الديانة المحمدية الصحراوية ؟!؟ ...
حينها ستسود الفوضي ، بسبب استغلال قانون الحرية الدينية . أسوأ واضر استغلال .

ماذا لو اعترض أتباع الديانات الأخري بأمريكا – و أوربا ، و استراليا - علي قيام مسلمين بالصلاة بالشوارع العامة ؟ وقالوا ان مشاعرهم تتأذي عندما يرون فعلا فاضحا بالشارع بمشاهدة صفوف طويلة متراصة وكثيرة لمؤخرات مرفوعة لأعلي ، لاناس رؤوسهم منكسة بالارض ..! .. – وهذا بالحرف .. ما جاءني برسالة من قاريء غير مسلم يعيش في أمريكا - ، خاصة وأن المسلمين ببلاد الاسلام . يعلنون عن اعتراضهم علي بناء معابد لغير المسلمين بزعم أن مشاعرهم تتأذي جدا من وجود تلك المعابد غير الاسلامية ومن أية أصوات تصدر من داخل أسوارها ... ؟ (!)

وماذا لو طالب اتباع الديانات الأخري – غير الاسلام - بأمريكا وأوربا من المسؤولين ، رسميا . بمنع ظاهرة الصلاة بالشوارع العامة ؟
هل سيحال الموضوع لاستفتاءات عامة ، وادخال تلك البلاد فيما يشغلها عن مواصلة التطور العلمي بمزيد من الاختراعات والابتكارات والتقدم الحضاري. التي تستفيد منها كل شعوب الأرض
... ؟!!؟
مرة يتم تعطيل فرنسا وشعبها بعبث اجراء استفتاء بسبب الحجاب ..! وتعطيلها مرة أخري لسن والموافقة علي قانون بمنع النقاب ..! ومرة في سويسرا . حيث تم تعطيل الدولة والشعب والبرلمان وشغل القيادات المختلفة والاعلام والرأي العام هناك بموضوع مآذن المساجد المحمدية ( الحنيفة الشريفة )..!
لماذا نشغل تلك الدول المتحضرة بمثل تلك الأمور ، وفي نفس الوقت ننتظر ونطلب معوناتهم ، وبضائعهم – من الدواء وحتي الغذاء والكساء ! – ونترقب آخر مخترعاتهم ، ونقصد ونفضل الدراسة بجامعاتهم ... دون أن نخجل من ألا نكف عن امطارهم بترهاتنا وجهلنا ، و عبثنا وشغبنا الديني العتيق والمتعدد الأشكال؟؟!
**********
ترسل التعليقات علي عنوان الكاتب
salahmohssein@hotmail.com
-----
تعليق ورد الينا بالايميل بوم 29-8-2010 من القاريء ج .م - استراليا

أخى الحبيب و أستاذى الجليل / صلاح
المقالة رائعة ككل مقالاتكم
و لكن من له أذنان للسمع فليسمع
آخر صرعة بدأت هنا فى أستراليا
أنه فى الأحياء الجديدة و أينما بنيت كنيســـة
هب الأحباء المسلمون
من جميع الجنسيات و من كل مكان فى ملبورن بغض النظر ان كانوا يعيشوا فى هذا الحى أو ذاك
هبوا جميعا لنصرة الاسلام الذى
يحاربه هؤلاء الكفار فى هذا البلد
بمحاولة نشر ديانتهم الوثنية ببناء الكنائس بغرض التبشير
و لينصروا الاسلام
يبدأو فى محاربة المجلس المحلى للحى فى المحاكم لبناء مسجد فى نفس المكان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و اذا بمســــجد يبنى ملاصق للكنيسة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فى الحى الذى أسكن فيه و على بعد كيلومترات قليلة من منزلى
بنى مسجد بينه و بين الكنيسة سور فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و يتكرر سيناريو ما يحدث فى مصر هنا أيضا
ممكن تقوللى نروح منهم فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و فين يمكننا أن نعيش فى سلام
هربنا منهم فى مصر
و طفشّونا من بلدنا
ليس لأننا نكرههم
أبدا صدّقنى
و لكن لأننا نحاول العيش فى سلام و نحاول أن نجنّب أولادنا ما مررنا فيه
نروح فين تانى؟؟؟؟؟

السبت، 21 أغسطس 2010

الحب بالحب والكره بالكره

المقال منعت جريدة القبس نشره يوم الأربعاء الماضي

بقلم : أحمد الصراف

تعرضت باكستان في الأيام القليلة الماضية لكارثة سيول قل نضيرها في العصر الحديث فقد من جرائها الآلاف حياتهم والأسوأ من ذلك خسارة أكثر من 20 مليون باكستاني كل ما يمتلكوه من ماشية ومحاصيل وأدوات ومأوى، وهم بحاجة للماء والغذاء والكساد، بعد أن أصبحوا جميعا معدمين تماما، وكل ذلك حدث في ظل حكومة عاجزة ينخر في أوصالها الفساد بالرغم من أنها تحكم "أرض الطهارة"!

الغريب في الأمر أن رد الفعل الدولي، بالرغم من هول الكارثة وحجم خسائرها الغير مسبوق، كان سلبيا بشكل عام، ولم تستجب غير دول قليلة لمطالبات السلطات الباكستانية، وسكرتير الأمم المتحدة، وما وصلها من مساعدات كان متواضعا بكل مقياس، والدليل أن الكويت كانت الأكثر كرما! والجدير بالذكر أن الفيضانات أصابت بشكل أساسي مقاطعة وزيرستان والمناطق المجاورة لها وهي الأكثر تدينا وقربا للفكر الأصولي الطالباني!

ولو بحثنا في أسباب هذا الجفاء الدولي في التعامل مع هذه الكارثة البشرية، وضعف تجاوب الدول الغنية الكبرى مع طلبات الاغاثة، مقارنة بمواقف نفس الدول من كوارث أقل قسوة من هذه الكارثة بكثير، لوجدنا أن مواقف باكستان العدائية مع دول عدة وفساد أنظمتها وطاقمها السياسي وعدم وضوح مواقفها من الحركات المسلحة والمتشددة دينيا، وما يشاع عن العلاقة المشبوهة التي تربط أجهزة مخابراتها بحركة طالبان والقاعدة ربما كنت جميعا وراء هذا الجفاء، فمواقف الدول من بعضها البعض لا تبنى من خلال تجربة أو حادثة واحدة، بل من سلسلة مترابطة من الأحداث والمواقف العدائية أو عكسها وبالتالي يجب أن لا نستغرب إن كرهنا العالم أو أحبنا، فالدول كالبشر، يكرهوا ويعادوا من يكرههم ويحبوا ويميلوا لمن يعاملهم بالمثل، فهل نتعلم من تجربة باكستان شيئا؟

وفي هذا السياق أحضر لي صديق باكستاني نموذج طلب جواز سفر رسمي صادر عن السفارة الباكستانية، تضمن الفقرة الغريبة التالية التي تفرض على طالب تجديد جواز سفره التوقيع بأنه يعلن بطريقة خالية من أي شك موافقته على اعتبار "ميرزا غلام أحمد قادياني" مدعي نبوة، واعتبار أتباعه، سواء كانوا من جماعة اللاهوري أو القادياني، من غير المسلمين" !!

فهل هناك من يحترم حكومة تمنع إصدار، أو حتى تجديد جوازات سفر مواطن إن رفض التوقيع على مثل هذه الشهادة، حتى ولو كان أتباع القاديانية أكبر أشرار الدنيا؟ ومن الذي يملك حق توزيع صكوك الغفران على البشر، وتصنيفهم مسلمين أو غير مسلمين؟

أحمد الصراف

16/8/2010
***********

الاثنين، 16 أغسطس 2010

من فنون الاستهبال

كتب : صلاح الدين محسن
يوم 16-8-2010

الشيخ : طال عمر سمو الأمير .. ماذا لو بنينا مسجدا . بمنطقة برج التجارة العالمية التي دمرت في 11 سبتمبر 2001 ؟

الأمير : ( يقهقه ) .. أتمزح يا شيخنا ؟؟

الشيخ : ( مبتسما بمكر ) . كلا . يا طويل العمر ، بل أقولها جادا ..

الأمير : ( يحدقه ، غير مصدق ) تقول جادا ؟!

الشيخ : نعم لا أمزح ( يبتسم في دهاء )

الأمير : كيف ؟؟

الشيخ : انها محاولة .. طال عمر سمو الأمير ..اما صابت أم خابت .. ولن نخسر شيئا من المحاولة

الأمير : محاولة ؟! كيف ؟! ، ومن يجرؤ علي تقديم عرض هكذا للادارة الأمريكية ؟، وماذا تتوقع أن يكون الرد ؟! ، أتصوره سيكون صفعة مؤلمة لنا ، بقد ما هو الطلب صفعة مؤلمة لهم.. أن نطلب بناء مسجد بجوار المبني الذي دمره اناس غالبيتهم من رعايانا وبمرجع من عقيدتنا ( يقهقه مستبعدا هذا الكلام ) .وكأنه مزحة ..

الشيخ : سنمهد لهم .. بالقول : اننا نريد اثبات حقيقة سماحة الاسلام ، وحب المسلمين لأمريكا ولشعبها الطيب . . بأن نبني مسجدا . قرب أحداث 11 سبتمبر 2001 ، ونقول لهم ان المسجد ليس للعبادة فحسب . كلا وانما لتقديم الخدمات لأهل الحي والمنطقة كلها ، اذ سوف يلحق بالمسجد دارا لحضانة الأطفال ، ومستشفي خيري للعلاج المجاني ، ودار لاعالة اليتيم ، وصندوق لمساعدة المحتاجين والغارمين وابن السبيل

الأمير : ( يسرح بعينيه لأعلي مراجعا الفكرة ) ألا يظنون هذا استهبالا واستغفالا منا لهم ؟!

الشيخ : ان لم يكن كذلك فماذا يكون ؟ بل هكذا هو ..

الأمير ( مندهشا ) وتقولها ؟ ألم أقل لك انك تمزح ؟ تصور أننا قدمنا طلبا هكذا . فالادارة الأمريكية سوف تقابله بثورة وغضب . باعتباره استخفافا بعقولهم .

الشيخ : كلا .. يا طويل العمر .. بل باضافة كل تلك الخدمات والحاقها بالمسجد . نكون قد زينا طلبنا ، وسوغناه وصغناه أفضل صياغة . بتلك الخدمات المجانية التي ستلحق به

الأمير .. حقا .. ان بناء مساجد قد لا يجد ترحيبا أو حماسا كبيرا . بدون الحاق مثل تلك الخدمات بها . لذا فهي فكرة جهنمية، فكرة الحاق خدمات مدنية وانسانية بالمساجد .

الأمير ( يتدارك ) ولكن هل تظن أن هذا يكفي في بلد كأمريكا . الخدمات بها أرقي خدمات بالعالم . هذا مناسب لدول العالم الثالث وربما الثاني أيضا ..

الشيخ : و لو زدنا علي الخدمات . شراء الأرض بضعف الثمن ؟؟

الأمير: ( بحماس ) لو وافقوا .. أشتري الأرض ولو بعشرة أضعاف الثمن ، وليس بضعف واحد . ان اقتضي الأمر .

الشيخ ( متمتما ) هكذا كل شيء قد اكتمل ، فهؤلاء رأسماليون ، تجار ، يهمهم الربح ، المكسب . ونادرا ما يضعون المبدأ أو الأخلاق في المقدمة . بل هم مستعدون فحسب للبيع بأعلي سعر

الأمير ( يصلح عقاله ، ويتحسس لحيته برفق ) : هذا بالنسبة لأصحاب الأرض التي سيقام عليا المسجد ، ولكن ماذا عن أعضاء مجلس البلدية الذين يجب أن يوافقوا علي المشروع ؟؟

الشيخ : يا طويل العمر . هذا أمر سهل . ولن يقف حاجزا أمام كرم سمو الأمير . طال عمره .

الأمير : كيف

الشيخ : ان كانوا عشرة أعضاء × 5 خمسة ملايين .. لن يهتز كرم طويل العمر . أمام مثل ذاك المبلغ .

الأمير : حسنا .. وماذا عن موافقة الكبير .. أوباما ؟

الشيخ ( يشرد للحظة كمن يحسب حسبة ) 10 عشرة ملايين .. أتراها قليلة عليه ؟؟

الأمير : ولو عشرين ، لا بأس المهم هو اتمام المشروع . .

الشيخ : بوركت يا طويل العمر . انها غزوة ..غزوة عظيمة
لقد قدم القرآن الكريم . الجهاد بالمال . علي الجهاد بالنفس .. فالجهاد بالمال أعظم قدرا . لكون المال هو العصب .

الأمير : نأمل حسن الثواب والأجر من الله ..

الشيخ : طال عمر سمو الأمير . نعم ان أجر المجاهدين بأموالهم . بهذا الموقع حيث دمر المجاهدون الاسلاميون الأبطال الشهداء برجي التجارة العالمية ..
وجزاء الجهاد بالمال أرفع قدرا من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وبارواحهم في 11 سبتمبر 2001. للاطاحة برمز من رموز طاغوت الكفر والكفار ..اذا قال الله في كتابه الكريم :

" تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
سورة الصف 61 آية 11
و
وجاهدوا بأموالكم وانفسكم في سبيل الله - سورة التوبة 9 . آية 41 -

الأمير : نعم انها غزوة حقيقية

الشيخ ولو نجحت تلك الغزوة يا سمو الأمير ، وستنجح باذن الله . فستكون مؤشرا وخطوة كبيرة في سبيل أسلمة أكبر وأقوي دول العالم ، وتعريبها باذنه تعالي . ومنها ننطلق نحو رفع راية العرب والاسلام ، خفاقة فوق عواصم باقي دول كوكب الدنيا .

الأمير : وماذا عندك عن المزيد من التفاصيل؟

الشيخ : يتم ايداع المبالغ تحت أوامر . أعضاء بلدية مانهاتن ، والرئيس أوباما .بحسابات سرية لا يصل اليها جن أو انس . بأحد بنوك سنجابور ، أو ماليزيا ، وممكن بأحد بنوك قطر أو دبي

الأمير : هكذا تكون كل الخطوط قد رسمت وباحكالم .

الشيخ : طال عمر سمو الأمير .. يعني نتوكل علي الله ، ونمضي نحو التنفيذ بالصلاة علي من لا نبي بعده ؟

الأمير : علي بركة الله . أري الأمور جميعها . تمام التمام فامض بالصلاة علي خير الأنام .

الشيخ : ( يتهلل وجهه ، وتبرق عبناه بالفرح والعزم ) توكلنا علي الله .

الأمير : وماذا تقترح أن يكون اسم المسجد ؟

الشيخ : نسميه " مسجد قرطبة " .

الأمير : حسنا . ولماذا قرطبة بالذات ؟

الشيخ : انه المسجد الاسلامي . الذي اغتصبوه عقب سقوط الأندلس . منذ خمسمائة عام . علي يد الكفار الاسبان ، وحولوه الي كنيسة ..!

الأمير : يا له من اسم . يشفي غليل المسلمين من اغتصاب مسجد قرطبة ، أن نعوضه بمسجد في قلب عاصمة الغرب الكافر كله . فتلك طعنة في الفؤاد .

الشيخ : طعنة مؤقتة ، يا طويل العمر ، ولكن لن يشفي لظي قلوب المسلمين الا استعادة الأندلس – اسبانيا – لحظيرة الاسلام والعروبة ، وهذا سيتحقق بطبيعة الحال . بعد اكمال تسقاط أمريكا كلها في يد الاسلام والاستيلاء عليها ، وأسلمة كل من فيها . بحسب المخطط السائر بنجاح ، وبفضل الله .. ، وحينها .. سوف تتساقط كل دول أوربا الكافرة في يد الاسلام ، وفي مقدمتها الأندلس . . فتبرد صدور المسلمين وترتاح قلوبهم .

الأمير : حقا انها غزوة ، ويا لها من غزوة مباركة ..

الشيخ : طال عمر سمو الأمير . نعم . انها غزوة مانهاتن الثانية . وكانت غزوة مانهاتن الأولي والمجيدة . في 11 سبتمبر عام 2001 .
----
ترسل التعليقات علي بريدنا الالكتروني
salahmohssein@hotmail.com
*************

الاثنين، 9 أغسطس 2010

الاعلامي والراقص والشيخ

كتب : صلاح الدين محسن
9-8-2010
salahmohssein@hotmail.com


شاهدت بالأمس 8-8 -2010 بقناة دريم . الفضائية . حلقة من برنامج " الحقيقية “ . الذي يقدمه الاعلامي المصري " وائل الابراشي " "
أطلعنا في تلك الحلقة . علي ظاهرة مستجدة علي المجتمع المصري . وهي دخول الشباب – الذكور – مهنة الرقص الشرقي . منافسين للراقصات المحترفات
قدم لنا شابا يمارس هذا العمل- وهو مدرب للرقص - .
حسنا ان السيد " الابراشي " يسارع بتقديم جانبا من جوانب التغييرات والتحولات التي تجري
باطراد في حياة المصريين في مناخ سياسي غير صحي ، طال أمده .
! ولكنه لم يحسن . باستضافته لرجل واحد كحكم علي الظاهرة الجديدة فالرجل المستضاف . كان واضحا انه يمثل رأي الدين ، – ربما كان صحفيا بصحيفة اخوانية - في مسألة تتعلق بالفن الذي يكرهه كليا ويعارضه الدين والساعون لتديين كل شيء . حتي كرة القدم – والشورت الشرعي !-

وكان واجبا علي " أ . الابراشي “ . استضافة ناقد فني ، و أحد علماء الاجتماع – الا اذا كان للاملاءات أمنية دخل .وهي املاءات ايحائية وليست مباشرة -

ولفت نظري أن الراقص يلبس بدلة رقص نسائية مائة بالمائة
( ! ) .
بالطبع لا يخفي علي أحد أن البطالة وفحش الأسعار وارتفاع نفقات المعيشة هي أهم سبب لاتجاه الشباب لاحتراف الرقص الشرقي الذي اعتدنا علي انه لايمارسه سوي النساء. ولاسيما وأن أجور الراقصات مرتفعة . كما أجور الفنانين ككل .

والرقص في حفلات الأعراس الشعبية المصرية يمارسه – كهواية . بعض الشباب -وكنوع من المرح والترويح والمجاملة لأصحاب العرس ، وغالبية المصريين يرقصون في حفلات الأعراس
. وكتعبير عن الفرحة – ان كانوا من أهل العروسين و كثيرا ما نشاهد نحن المصريين شبابا يرقصون بأفضل مما ترقص الرقصات النساء-، كتحية منهم . باعتبارهم من الأصدقاء أو معارف أحد العروسين . فحسب . وبدون أجر طبعا

ليس بمقدور أي شابة أو أي شاب الاشتغال بالرقص كحرفة .و لا يمكن أن يتحول كل ولا معظم الشباب لاحتراف الرقص – كما يظن وكما يخشي البعض - فتلك مهارة وتحتاح لموهبة – فن واحساس – وليست مسألة تدريب فقط

. ردا علي سخرية واستهزاء الشيخ غير المعمم . الذي جاء به السيد " وائل الابراشي "لتقييم الظاهرة . قال الشاب . الراقص . . الذي استضافه البرنامج :
ان الرقص يسكن بداخله . حتي وهو غضبان يرقص

ولا عجب في ذلك .فالرقص كما الشعر – احساس وفن ، وكما الطرب ..
ماذا يفعل الشاعر عندما يكون غضبانا ؟
انه يكتب شعرا ..
وماذا يفعل المطرب عندما يكون حزينا وعندما يكون فرحانا ؟ يغني في الحالتين ..
وكذلك حال الموسيقي والأديب والرسام .. كل فنان يسكن فنه بداخله . يمارس فنه في كل حالات الحزن كما الفرح

الراقصة الموهوبة ، والراقص الموهوب . بمكنهما الرقص ولو بدون موسيقي . فالموسيقي والحركة الراقصة موجودة بداخل كل منهما

لو وجهنا الرافصة فيفي عبده – كمثال - ، أو هذا الشاب الراقص . نحو نوع راقي من الرقص . وحولنا لهم الذوق العام ليقبل علي فن الرقص الرفيع ويتذوقه ويرقي لمستواه و به ..لبرعت " فيفي عبده " و برع هذا الشاب . في الرقص الرفيع . ربما بأكثر مما هما بارعان في الرقص الخليع

ان شئت أت ترقي بسلعة وبمن ينتجها . فعليك أن ترقي أيضا بذوق المستهلك لتلك السلعة . بالدعاية والتوعية

كل شعوب العالم ترقص للتعبير عن الفرح والسعادة ، والطرب
بل غالبية الكائنات الحية ترقص من طيور ، لنباتات ، وأشجار ، لحيوانات ، و حتي الحشرات –
حتي الثعابين ..ترقص اذا سمعت مزمارا .
فيما عدا ثعابين البشر . المشحونة أنيابها بسموم التعصب العقائدي .. - وبعضها يرقص ولكن خلسة . بعيدا عن أعين الناس، والبعض الآخر من تلك الثعابين يرقص بالفتاوي اللولبية والمتغيرة. أسوأ انواع الرقص - .! -

يعجبني الرقص الذي يفعمنا بالسمو والارتقاء – والرقص الذي يعبئنا بالرغبة في النهوض والثورة ، والانتفاض الواثب ، وهذا أشعربه في الرقص الاسباني – .
ويعجبني الرقص الذي يكسبنا المرح الراقي النظيف . لذا فانني أميل للرقص الغربي مثلما أميل للموسيقي الغربية – تلك الموسيقي التي يسرق منها كبار موسيقيينا وملحنينا القدامي والحاليون.. الكثير جدا -

لا ننكر أن الرقص الشرقي يحوي قدرا ما من المهارات والفنية ، وقدرا أكبر من لغة الجسد وبالتحديد : الأثداء والأرداف الخصر والبطن وما تحتهاد

الاقدام علي تعلم الرقص الشرقي .- من قبل أمريكيات وروسيات وفرنسيات ، وأوربيات غيرهن ..
أ ليس شهادة يعتد بها لصالح الرقص الشرقي . بل له هدف : الغرف من أموال النفط .. فالنفطيون . بجيوبهم المنتفخة التي يبعثرونها بسفه انفاقي . علي الملذت . يفضلون هذا النوع من الرقص علي الأنواع الراقية .
مثلما يفضلون الطعام " الكبسة والثريد باللحم " الماليء للبطن ..
علي الأطعمة الأخري الأرقي والأحدث والأكمل غذائيا! !
وطمعا في أموال النفطيين . هرعت وتدنت النساء من دول غربية متقدمة مختلفة ، ودول شرقية أيضا لتعلم ذاك النوع غير المتقدم من الرقص
عندما صفق العالم لفرقة رضا – المصرية – طوال رحلاتها الفنية ، ما هكذا كانت راقصات الفرقة يرقصن بالأرداف والخصر والأثداء .. كلا

لو حدث تغيير للأوضاع السياسية في مصر . وجاءنظام جديد جاد في النهوض بالشعب . فان من أولويات العمل اللازم . تحويل الشعب . بعيدا عن الرقص البلدي أو الشعبي – وكذلك الموسيقي . المصاحبة ، والمشابهة له - . ونشر وتشجيع أنواع الرقص – والموسيقي – الراقي . نقلا عن الشعوب الأخري سواء من الغرب أو من الشرق ..
فلضمان نجاح وثبات التغيير الايجابي المعيشي . المادي والاقتصادي . يجب أن يصاحبه ويلازمه التغيير الايجابي المعنوي والوجداني

والاعلام والتعليم الراشدان . قادران علي تحقيق المعجزات
******

الأحد، 8 أغسطس 2010

مشكلة المرأة مع خلل التوازن العددي بين الاناث والذكور

كتب : صلاح الدين محسن
salahmohssein@hotma.com


منذ حوالي 8 سنوات .. لم آخذ الموضوع علي محمل الجد عندما قال لي صحفي صديق " ان مواليد الاناث أكثر من الذكور . بشكل غريب ، وغير معقول " فقلت له حينها . بل هكذا تتصور . لكونك ابن واحد علي 3 بنات ..، ولكنني أعطيت للموضوع جانبا من الاتمام .
. ومن عادتي أن أدرس الأمور علي الطبيعة . بنفسي - طالما أمكنني ذلك – وقبل أن أطالع الدراسات والأبحاث والاحصائيات .
وفي الفترة الأخيرة تأكدت من صحة قوله بالفعل .. فمن اهتمامي بملاحظة الناس بالأماكن العامة ، و بين المعارف والأصدقاء . لاحظت بالفعل أن مواليد الاناث أكثر من مواليد الذكور . وبشكل غير معقول وينذر بمشكلة في طريقها للتفاقم .
http://www.mutawassetonline.com/community/3035-2010-04-15-23-02-27.html

والمشكلة لا تخص الشرقيين فقط بل بالنسبة لأهل الغرب أيضا . هذا ما لمسته علي الطبيعة هنا بكندا ، حيث
مجتمع مكون من كافة أجناس البشر – من القارات الست -

و نعطيكم مثلا سريعا ، من خارج كندا - :
لعلكم لاحظتم أن رئيس أمريكا الحالي " أوباما " له ابنتان
والرئيس السابق " جورج دبليو بوش " : له ابنتان – توأم
والرئيس الأمريكي الأسبق " بيل كلينتون " له ابنة واحدة " تشيلسي " التي كان حفل زفافها منذ أيام -

الأمر يحتاج الي وقفة واجراء عاجل علي المستوي العالمي
لمواجهة هذا الخلل قبل أن يستفحل ويفاجأ الانسان بأنه أمام مشكلة كبيرة ، تصعب كيفية و زمنية حلها
---
مشكلة الفتاة في العثور علي عريس . تعبر عنها الأفلام المصرية القديمة .. حيث تصور ترقب الفتاة بلهفة . لظهور العريس .
وكان السبب هو تحمل الشاب لكامل نفقات العرس ، ثم لكامل نفقات المعيشة بعد الزواج . وقتما قل وجود فتاة تعمل ، بل وكان التحاق الفتاة بعمل . عيب عند غالبية العائلات بالمجتمع الشرقي .
ومن هنا كان الشاب يتأخر كثيرا حتي يؤهل نفسه للزواج . وهذا يؤثر علي الفتيات بطبيعة الحال
والأغاني عبرت عن ذلك . فعن الفرحة الكبيرة العارمة بالخطوبة . بعد طول اشتياق . غنت شادية " يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا . ونبني طوبة طوبة في عش حبنا " ..
- لصعوبة تحققها - وعن كون مسالة الخطوبة والزواج هي أهم ما يشغل المرأة .. تعبر عن ذلك أغنية أخري من فيلم . عبارة عن دويتو بين شادية وفاتن حمامة . حيث تقول
“ وأعرف خالتها وعماتها ..لها أخت اتجوزت ، والتانية اتجهزت ، والأخت التالتة خطبوها اتعززت ..”

هذا كل وأهم ما يستحق الذكر عند الفتاة .. التي تجوزت ، والتي تجهزت استعدادا للزواج ، والتي تعززت عندما خطبوها ..
ولا أخبار أخري بخلاف ذلك .. !!! .. فتلك هي اهم الأخبار عندهن ( صحيح أن الأغنية طابعها فكاهي ، ولكنها ليست من فراغ . بل لها خلفيتها الاجتماعية )

وهناك أغنية عن نفس موضوع " مشكلة صعوبة الزواج " أتعجب كيف ظهرت تلك الأغنية . في ذاك الزمن – الستينيات من القرن الماضي . . فالأغنية كما لو كانت تتكلم عن مشكلة صعوبة الزواج في هذه الأيام !! و لا أتذكر أن المشكلة كانت حينذاك الي هذا الحد..
انها أغنية موفقة تماما من حيث الكلمات واللحن ، .. اذ تناقش المشكلة . بطريقة فائقة الرقة وعالية الفنية في انسانيتها . . وهي أغنية " هنا مقص ، وهنا مقص " .. غناء المجموعة والثلاثي المرح .
لا أعرف أغنية خرجت بعد تلك الأغنية وللآن . عبرت عن مشكلة الشباب والشابات . مع عقبات الزواج . بهذه الطريقة
ولأن الغالبية قد لا يتذكرون تلك الأغنية فاسمحوا لنا أن ننقل لكم ما نتذكره من كلماتها التي هي عبارة عن حوار بين مجموعة شباب ، ومجموعة بنات " الثلاثي المرح "
تبدأ الاغنية بغناء المجموعة - الشباب - : باحساس يعبر عن الشوق
" "هنا مقص وهنا مقص .. هنا عرايس بتترص
فترد الفتيات عليهن بالغناء " الثلاثي المرح " بشعور ملؤه الحسرة:
والعرسان ما بتترصش !!
ثم يمضي الغناء . حيث يحكي الشباب . مشكلتهم :
احنا يادوب اتخرجنا ، وع الحلوين اتفرجنا
( ثم يشرحوا بالغناء . قلة حيلتهم . أمام متطلبات الزواج)
( فترد عليهم الفتيات – الثلاثي المرح - . في محاولة لتبسيط المسألة أمامهم

فيرد الشباب بشرح المتطلبات الصعبة التي تحول دون تقدمهم لطلب الفتيات للزواج :
أولها عايزين شقة
فترد الفتيات بتسهيل المسألة جدا تسهيلا خياليا :
عش اتنين فوق شجراية
الشباب : وثانيها . نفرشها بكام ؟
الفتيات : كنبة وقلة وكباية
الشباب : دي ماهية – راتب - علي قد الحال
الفتيات :
واحنا كمان لينا ماهية
الشباب :
سنة والتانية ح ييجي عيال
الفتيات – يبسطن الأمور تماما - :
ويا علاوة وترقية
االشباب :
وتالتها .. ؟
الفتيات :
زي تانيها
الشباب " :
ورابعها ؟
الفتيات :
حنسويها
….. !
الشباب:
يعني نآيس ع المأذون ؟
الفتيات :
يبقي كلامكم كده موزون
الشباب- بنغمة ملتاعة ولهانة :
دي قلوبنا بتقووول : تكتك توم ، تكتك توم ، تكتك توم
الفتيات – بنفس الوله والالتياع :
وقلوبنا بتقووول : توم توم تك .. توم توم تك ، توم توم تك
-----
كانت تلك أغنية اجتماعية – باللهجة المصرية - تعبر عن قضية صعوبة الزواج . وبعد هذه الإغنية بسنوات كثيرة وصل تعداد العوانس في مصر - من فاتهن وفاتهم سن الزواج من الشابات والشباب عامة – الي حوالي عشرة ملايين ..! ،
ونسبة العنوسة بباقي دول المنطقة أعرف انها أيضا تمثل مأساة اجتماعية وانسانية
---
أما باللهجة اللبنانية . فتوجد أغنية طريفة . عن نفس المشكلة . وهي للشحرورة الفنانة " صباح " . تتمني الأغنية أن تمطر السماء . عرسان . . بالقول :
يارب تشتي عرسان .. وينوبني شي طرشوشة
…! “
--------------
كان ارتباك وعسر عملية تزاوج الاناث والذكور - الآدمية - – كما عبرت الأغاني والأفلام . القديمة- قائمة من قبل حدوث . خلل في تناسب عدد المواليد ..
فتري كيف ستكون تلك المشكلة مستقبلا . اذ ا ما تفاقم الخلل . في حالة ما لم يسارع المجتمع الدولي برأب الصدع ؟
هل سيشهد العالم بعد عشر أو عشرين سنة . اعتيادية قيام جماعات من الاناث بخطف واغتصاب الذكور . بحكم الندرة
والأزمة ؟
أم سيقوم الآباء بخطف الشباب واجبارهم علي الزواج من بناتهم - كما يحدث باحدي المقاطعات الهندية ..(!) .

أم ستتناحر النساء ويتقاتلن فيما بينهن في سبيل الفوز برجل ؟

أم أن ما هو أسوا من ذلك . من المشاكل والأمراض الاجتماعية والعضوية والنفسية .. سوف يفرخها ، قانون العرض والطلب ، كنتيجة لخلل التركيبة السكانية بين الاناث والذكور؟
من الواجب أن يسارع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية . . - والمسألة ليست صعبة - . باصدار الخطوات والتشريعات والتنظيم اللازم لعلاج الخلل وضبط التوازن . وهذا يقتضي تحركا من الجمعيات النسائية . ليست وحدها . فالقضية – والهم - تخص الرجال والنساء جميعا .- كل أب وكل جد ، كما كل أم وكل تيتة .
*****************

الاثنين، 2 أغسطس 2010

الكلاسيكية في التنوير ، والفن ، والأدب

كتب : صلاح الدين محسن
31-7-2010


الحياة مراحل وعصور . تختلف من مرحلة لأخري ومن عصر لآخر
والمشاريع الكبري تحتاج في أحيان كثيرة الي مراحل حتي تتحق .
فان بدأت مرحلة ثانية – أو عصر ، أو جيل جديد – فيجب افساح الطريق له .او التحي ، ان لم يكن بمقدورنا ملاحقته ومسايرته . والا فنحن ضد التقدم .
وكذلك يجب عدم التارجح بين المرحلتين المنتهية ، والجديدة .. فتلك عرقلة واعاقة لاكمال المشروع ، وتعطيل للتقدم نحو مرحلة تالية ، أكثر تقدما .
والتنوير بحقيقة تاريخ البدو ، وحقيقة معتقدهم البدائي وجهلهم المقدس بقوة السيف . بدأت حركته منذ أكثر من مائة عام . – أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين-
بدأت المحاولة التنويرية لازاحة جهل صحراوي متكلس منذ 14 قرن . بما نعتبره مرحلة أولي . في شكل خلخلة للمفاهيم ، تشكيك في رواسخ الجهل المقدس الذي أنتجه بدو الصحراء -
كانت المرحلة الأولي تلك . تعتمد علي : التحويم ، الكر والفر ، الاقدام والأدبار ، التقدم ثم التراجع ، الاثبات ثم النفي ، التصريح ثم الانكار والروغان ..
كانت مرحلة .. ومن المفروض أن تبدأ مرحلة اكثر تطورا ، وتقدما للأمام
..
منذ عشر سنوات . ومع ظهور الانترنت . بدأت بالفعل مرحلة جديدة من التنوير . مرحلة ثانية .
تعتمد المرحلة الجديدة علي طرح الحقائق واضحة جلية بلا لف ولا دوران ، وبلا مناورات تعبيرية أو لفظية ، وانما أقوال صريحة ساطعة كاشفة كما النهار ..انه تنوير جديد ، مودرن . -
وكان من واجب التنويريين السالكين طريق المرحلة الأولي . - و ليسوا من أبناء جيلها ..! - أن يعتبروها قد صارت عتيقة . أدت غرضها وانتهت .وعليهم اما اللحاق بالجديد ، أو التوقف لافساح الطريق لمام ما هو عصري ، منعا للاعاقة والعرقلة باحداث البلبلة بالتأرجح بين مرحلتين . انتهت صلاحية احداهما .
فان كانت لديهم ظروفهم – أو قدراتهم - الخاصة . التي لا تساعدهم علي اللحاق بالجديد . فيمكنهم التوقف . والحفاظ علي الكلاسيكي الذي قدموه . محترما ومشكورا جدا ..
-
الكلاسيكية في الفن :
-----------
اعتزل نجم كبير في سماء الطرب ، في بدايات الخمسينيات من القرن الماضي . بعدما أعلن لأحبائه من الصحفيين . وبشجاعة رائعة : " لقد بدأ عصر جديد من الغناء . وسوف أعتزل .. " واعتزل بالفعل .
توقف تماما عن الغناء . وهو نجم الطرب في الأربعينيات من القرن الماضي . وصاحب الصوت الذهبي ، كان يسمي " ساحر النساء " . " انه المطرب عبد الغني السيد "- من ضمن روائع أغانيه : “ البيض الأمارة والسمر العذاري " ، و " بايعني ولا شاريني ، علي برك و رسيني " ، وغيرهما من الروائع الغنائية الكلاسيكية
بمجرد أن سمع نجم نجوم الطرب هذا . أغنية لمطرب شاب – . وقتذاك – اسمه " عبد الحليم حافظ " .. لحن جديد – لملحن شاب . صديقه – كمال الطويل - ،أغنية " علي قد الشوق " وهي من باكورة روائع غناء عبد الحليم حافظ
اعتزل صاحب الصوت الذهبي . بحكمة وشجاعة ... لقد استفاد من درس سلطانة الطرب – منيرة المهدية – التي أساءت لنفسها . عندما لم تسارع بالاعتزال فور ظهور عصر جديد في الطرب اسمه : أم كلثوم "

الكلاسيكية في الأدب :
بعدما تقدم نجيب محفوظ . في السن . وجد أن الادباء الشبان قد ابتكروا نوعا جديدا ، وعبقريا . من أدب القصة . اسمه " القصة القصيرة جدا “ . - قصة تكتب في سطور قد لا تزيد عن خمسة سطور . بدلا من القصص القصيرة . التي قد تصل لخمس صفحات أو أكثر -
فدخل الأديب العجوز – محفوظ - الحلبة وساير الجديد . وكتب رائعته . في القصص القصيرة جدا . " والتي عنوانها " أصداء السيرة الذاتية
ولكنه عاد في آخر عملين له " فتوة العطوف " - رواية - الي كلاسيكيات التفكير . – و في " أحلام فترة النقاهة " - قصص حديثة من النوع القصير جدا … ، وباستثناءات شحيحة . كانت قصص ذاك العمل – الأخير - كلها تدور في أزمان مضي علي بعضها أكثر من نصف قرن ..!فلم أجد بها سوي حداثة القالب . بينما عقل الأديب الكبير ، كان غائصا في القديم وسط الناس والاحداث التي ذهبت ! بدلا من توظيف حديث فن القصة . لخدمة حديث القضايا التي يعيشها بين مجتمعه
وهذا عكس ما فعله " توفيق الحكيم “ . الذي تابعت مقالاته بجريدة الأهرام التي كتبها في نهاية حياته . حتي وافته المنية .
لم يكن " الحكيم " يكتب كرجل عجوز في انتظار الموت ليسلمه للقبر
بل كنت أشعر بأنني أمام شاب في مقتبل العشرينيات من عمره ..! لأن " توفيق الحكيم " كان يتناول القضايا ، الجارية وقتذاك . بكتابة سلسة عذبة.. و بجرأة وحيوية شاب . ينظر للأمام ، و يتطلع للمستقبل (!) . .

الكلاسيكية في الشعر :
بعدما سخر الساخرون كثيرا من الشعر الحديث ومن شعراء الحداثة . انحسمت المعركة في النهاية . لصالح الشعر الحديث . وانزوي من يكتبون الشعر الكلاسيكي ، وقل عددهم جدا .. وايا كانت تحفظاتنا نحن او غيرنا . علي الشعر الحديث . الا أن عصرا جديدا في الشعر قد سار ، وشعراء الحداثة تسيدوا الساحة الشعرية الآن .. انه عصر شعري جديد ..

لقد بدأت مرحلة جديدة من التنوير . منذ قرابة عشر سنوات ، عصر جديد يختلف عن الكتابات الكلاسيكية . التي يرجع ميلادها لمائة سنة مضت بل و أكثر..
وقاد تلك العملية الجديدة كوكبة من المفكرين والكتاب التنويريين الذين نشرت كتاباتهم بالانترنت في النصف الأول - من هذا العقد . . وبدايات النصف الثاني منه . حوالي ما بين عام 2000 : 2007 . تقريبا .
وقد خرجت دفعة كبيرة من الكتاب التنويريين الجدد الرائعين . منذ ما بين عام مضي و عامين ، يعتمدون علي النهج التنويري الجديد في الكتابة التي لا تعرف اللجاجة أو المهادنة ولا تقر تكتيك تكرار ومواصلة التخبط بين التراجع والانسحاب تارة ، و العودة والتقدم تارة أخري (!)
ومن بين هؤلاء الكتاب الجدد البواسل . كتاب وكاتبات خرجو من جوف قلعة الظلام والاظلام البدوي الصحراوي .هؤلاء يستحقون التحية والاكبار حتي وان كتبوا بأسماء غير حقيقية . فذاك أفضل وانفع من تنويريين متمسكين بالمرحلة الابتدائية .. و يدورون حول أنفسهم ، ولا يرغبون في الخروج من تلك الحلقة المفرغة . مستغلين قدرتهم الفذة علي الابهار بذاك الدوران حول النفس ..(!) .

أخذ التنويريون الجدد . بقول " أبو القاسم الشابي " :
" " اذا ما طمحت الي غاية … لبست المني وخلعت الحذر
ولقد خلعوا الحذر تماما ...

هناك اناس لو لبس أحدهم الطربوش . الذي انتهي زمنه . وراحت دواعي لبسه .. لوجد من ينبهروا بالطربوش فوق رأسه ! ويمتدحونه هو والطربوش . قائلين : انه الحكمة والعقل والرزانة و الأصالة ، انه الوقار ، انه الهيبة ، و الاحترام ..!) ويشنون حملة علي سافري الرؤوس .. متهمين اياهم بصفات هي العكس (!) ..
وقد آن الوقت للكتاب والباحثين عشاق القديم – وما أضأل عددهم الآن بالنسبة للتنويريين الجدد الذين ينتشرون و يتكاثرون بسرعة وبتمكن واقتدار ، ويزدادون بشكل مبشر - . . آن للكلاسيكيين . أن يكفوا . عن لبس طربوش التنوير .. وعليهم أن يعلموا انه قد بدأ و منذ سنوات عصر تنويري جديد . والاندماج في العصر الجديد ، أو التوقف .. : كلاهما أكرم من الاصرار علي لبس الطربوش .
وعليهم أن يدعوا جانبا . طريقة الملك حسين . ملك الأردن . السابق . - وكذلك ملك البحرين . مثله .. – والذي كان تارة يرتدي البدلة والكرافتة ، وتارة ثانية يرتدي اللبس البدوي ذا العقال ، وتارة ثالثة يرتدي بدلة وكرافتة وفوقها العقال البدوي !، ..(!)
----
ان أعظم المفكرين ( والفلاسفة ، وعظماء الفنانين والعلماء ، وحملة لقب : “ أنبياء ومرسلون " ) هاجروا تاركين أوطانهم . عندما اقتضت الضرورة . وخير من بقوا - وخير من هاجروا - هم : من لم يتخذوا من علة القهر بالوطن الذي يحبون البقاء فيه . رغم علته ، ذريعة لصناعة أرجوحة لهم . من عظام أمانة وشفافية الكلمة ، ومن حطام سفينة الفكر ..
– – --
كان دكتور كامل النجار . محبا للدكتور سيد القمني .. عندما نشر مقاله المعنون "
الدكتور سيد القمني وتخلف المسلمين
الحوار المتمدن - العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28
وكذلك كانت دكتورة وفاء سلطان . مخلصة . في تعليقها علي ذاك المقال والذي جاء فيه :
أتفق مع كل حرف كتبته، وأنا بدوري أحترم وأقدّر الدكتور القمني، ولكن لا أعرف
ما الذي يدفع بإنسان متمكن مثله لأن يقوض من مصداقيته التي خاطر بحياته ليبني عرشها في مقالة واحدة. .. .. آملة في أن يعيد السيد الدكتور القمني النظر فيما كتب مؤخرا
-- --
ان ظهور عدد كبير من الكتاب التنويريين الجدد . الأقوياء . في العامين الماضيين فقط . وافلات الزمام من انصار الظلام . أمام جيش كتاب ومفكري التنوير الجديد . وتجاسر أفراد من الطوائف العقائدية الصغيرة المستصعفة . علي دخول ساحة الكتابة في التنوير الجديد ، وهم يشيرون باصابعهم لغول البداوة الصحراوية ويقولن له في عينه : " أنت غول بشع مكانك في الغابات أو الفيافي " . بعدما كان هؤلاء لا يجرؤون علي ان ينبسوا بحرف واحد .. من قبل أن يشق الطريق أمامهم ويذلل تماما ، بأقلام التنويريين الجدد . . وهذا دليل . في رأينا . عل أن المرحلة الثانية من التنوير . قد اكتملت – أو أوشكت علي الاكتمال . واننا بصدد الدخول في المرحلة ثالثة . التي نظنها المرحلة الأخيرة .. : مرحلة الحسم والتحول النهائي من ظلام البداوة لنور العصرية والتمدن والحضارة الحديثة واللحاق بأمم العالم المتمدين.
فهل يجب أن نعود لنصول ونجول كما الفرسان . في القديم من المرحلة الأولي الابتدائية من التنوير ؟! أم نعد أنفسنا للمشاركة في مرحلة ثالثة . نحو تحول مجري التاريخ ، والانطلاق صوب النور ؟!
***************