الأحد، 19 ديسمبر 2010

زيادة النسل .. /2

كتب : صلاح محسن

نواصل التعقيب علي الدعوة الاعتباطية لزيادة النسل . لكل من الرئيسين الاسلاميين . التركي والايراني . ومباركة ذلك من قبل الكاتب الاسلامي المصري " فهمي هويدي " . . الذي يلوم الأتراك لأنهم اتبعوا الأوروبين . في نهج تقليل النسل . وأبدي اعجابه بالدعوة وبالعمل علي زيادة النسل . بدواعي وبمبررات لا صحة لها . ((فعدد سكان تركيا حسب آخر إحصاء 73 مليونا و650 ألفا، ونسبة الشبان في حدود 60 بالمائة )) ويقف خلف تلك الدعوة في الحقيقة – وحسب - : نص ديني مقدس . لدي المتعصبين دينيا . وهؤلاء لا يعنيهم بأي شيء صالح وطن أو حياة مواطنين . أو تضررهم من زيادة النسل .. بل كل ما يعنيهم هو تطبيق وتفعيل نصوص دينية مضي عليها أكثر من 14 قرن من الزمان . خرجت من بلاد وعقول صحراوية جرداء - شبه جزيرة البدو العرب - ..!.

حتي ولو كانت تركيا وايران في حاجة فعلا لزيادة النسل .. وهذا غير صحيح بالمرة .. فما هو دخل مصر – بلد الاستاذ فهمي هويدي – بذاك الشأن التركي الايراني ؟!! ، ما معني أن يتحمس ويهلل . كاتب رأي . مصري " محمدي " . للدعوة لزيادة النسل في تركيا وايران بمعية رئيسين " محمديين " يمثلان مؤسسة دينية !؟.
صحيفة الشرق القطرية - 18نوفمبر 2010 :
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=701198
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2010/11/blog-post_18.html
حتي ولو كان النظام الحاكم في مصر يبرر فساده وعجز سياساته الاقتصادية وغيرها بزيادة النسل .. فعلي أقل تقدير لا يجب الحديث عن زيادة للنسل بمصر في ظل أوضاع معروفة للجميع .
= هل تعاني مصر من قلة تعداد السكان ؟ .. كلا بل العكس . من انفجار سكاني ..
= هل تعاني مصر من قلة عدد الشباب وارتفاع تعداد المسنين ..!؟ أبدا..
= هل مصر بلد مستورد للعمالة من الخارج لقلة العمالة بها مما يستوجب الدعوة لزيادة النسل !؟ .. كلا . بل العكس . مصر بلد طارد للعمالة ..
= كيف لانسان ذي قلب .أن يدعو لزيادة النسل في بلد به مئات الآلاف من الأطفال المشردين بالشوارع دونما رعاية من حكومة ولا من مؤسسات ولا من أهل !!!؟ - ربما لم يسمع بعد . الأستاذ فهمي هويدي . بمأساة ومشكلة في مصر اسمها " أطفال الشوارع " !- .
= كيف لانسان صاحي . أن يدعو لزيادة النسل في بلد يعاني الملايين من أبنائه من البطالة ...!!!؟

= كيف لانسان يعي مصلحة بلده ويحرص علي صالح الآدميين بوطنه . أن يؤيد زيادة النسل في بلد اضطر عشرات الآلاف من شبابه الفاقد لأمل العثور علي مصدر شريف للرزق ، للتسلل والاقامة والتجنس بجنسية دولة مجاورة تقيم معها مصر اتفاقية سلام مهددة وهشة .. ويخرج من مصر كاتب رأي عنده ضمير انساني حي يؤيد ويدعو لزيادة النسل .. !؟ .

= كيف لانسان فاهم . يخرج الشباب من بلده ليركبوا قوارب الموت . في اتجاه أوربا فرارا من الفقر والبطالة وأملا في العثور علي فرصة حياة شريفة وكريمة بايطاليا أو اليونان . بدلا من الانحراف أو ارتكاب الجريمة في مصر .. فاذا بكاتب معروف .. يطالب ويشجع ويهلل لزيادة النسل ويدبج حججا وذرائعا كاذبة ، بخلاف الحقيقة التي تقف وراء فكره الذي يحابي المعبود – حسب تصوره - ولا يرحم العباد..!؟

= كيف لوطن مهدد بجفاف - أو تجفيف - شريان الحياة الوحيد به – نهر النيل – أو الدخول في حروب بعييييدة جدا . لأجل المياه .. بلد مرشح لكي يموت فيه الزرع والضرع والآدميون جوعا وعطشا . كما نري بالفضائيات لشعوب افريقية . ويخرج من بين أبناء ذاك الوطن كاتب رأي ، ليشجع ويبارك زيادة النسل ببلد يعاني من اكتظاظ سكاني واسكاني !!؟

= كيف لأب حكيم ، أو أم حكيمة . أن ينجبان المزيد من الأطفال في بلد نسبة الاصابة بسرطان الأطفال فيه لا مثيل لها بدولة أخري . بسبب التلوث البيئي الذي عجز نظام الحكم عن ايقافه ..، بالاضافة لقلة الرزق . غير المضمون ، بسبب التوقف المفاجيء للمشاريع واغلاق المصانع وتشريد العاملين بها للفشل والتهريج الاقتصادي للحكام ! ؟
= كيف لوطن يقف علي كفي عفريتين . لا عفريت واحد . عفريت الفساد السياسي والظلم الاجتماعي والعجز الاقتصادي . الذي فاق كل الحدود ، ولم يعد من خرج منه سوي الانفجار ، وعفريت الفتن الطائفية التي قد تفضي لتدخل أجنبي وتقسيم الوطن – - .. ولا أحد يعرف أي مستقبل مظلم ينتظر هذا البلد ، الذي يدعو الجميع له ، بالنجاة من خطر حرب أهلية . ثم يخرج انسان عاقل من أبنائه يهلل ويصفق لزيادة النسل !؟
= كيف لوطن ..الملايين من أبنائه يسكنون القبور والمناطق العشوائية ، وغالبية أبنائه يعيشون علي الكفاف. ونجد واحدا من كتاب الرأي بذاك البلد . في داخل مخه . حيز مشغول بالتهليل لزيادة النسل ، والتشجيع علي ذلك . في دولة تنفق الملايين من الجنيهات . لتوعية الشعب بضرورة تقليل النسل !؟ كيف ؟؟ .

منذ سنوات وانا أريح رأسي بعدم القراءة للأستاذ فهمي هويدي . لمعرفتي مسبقا بنوعية التفكير والآراء التي يمكن أن تدور برأسه وهي غالبا لا صلة لها برأسه ، أو بمعني آخر رأسه لا يخرج فكرا من ذاته وانما يردد ويجمل ويبرر ويدعو لتفعيل نصوص دينية عتيقة . تعود لعصر ركوب الناقة بصرف النظر عن صلاحيتها أو عدم صلاحيتها لعصر الطائرة والموبايل وسفن الفضاء ..! لحرصه علي ارضاء الله والرسول . ولو بما يجلب الخراب والشقاء فوق رؤوس العباد ..! . المهم هو ارضاء الله والرسول . فيا لله ويا للرسول ! .

ولولا أن جاءني مقال الأستاذ " فهمي هويدي " بالايميل عبر احدي مجموعات الحوار بالانترنت . التي تفضلت باضافتي لها رغم اختلافي مع أفكارهم . لما علمت بالمقال ولما كتبت عنه . وما دعاني للكتابة سوي علمي بأن قراء الأستاذ هويدي . كثيرون . بقدر كثرة المضللين بأفيون الشعوب ..

مما ذكرناه سابقا عن أحوال مصر وشعبها ، والتي يعلمها الجميع . تلك الأحوال التي لا يمكن أن تشجع علي التفكير في زيادة النسل ..
يتاكد لنا أن الاستاذ " هويدي " بالطبع لا توجد له حجة حقيقية سوي : حديث محمدي . عمره 14 قرنا .. يدعو للتناسل والتكاثر للمفاخرة بكثرة العدد أيا كانت النوعية – عقول بدو .. - الحديث " تناسلوا تكاثروا .. الخ " سقنا مصدره في مقال سابق – الحلقة الأولي - حمل نفس العنوان . :
--
وما دامت المسألة مسألة نصوص وأحاديث محمدية . اسمحوا لنا بأن نهمس في أذن الكاتب المحمدي الكبير " فهمي هويدي " بحديث محمدي آخر . قاله محمد . في حياته . فتسبب في كارثة . تمس الأمن الغذائي لمجتمعه . عندما أفتي في أمور زراعية لا خبرة له فيها . وطالب المزارعين بعدم تلقيح – تأبير - النخيل . فالله يتولاها (!) . فسمع المزارعون كلامه . وفي نهاية الموسم الزراعي . فوجئوا بضياع محصول التمر وهو الغذاء الرئيسي لهم - ! .. فلما أخبروه بالكارثة . أخرج نفسه من الورطة ومن المسؤولية كما الشعرة من العجين ..وقال لهم : أنتم أعلم بأمور دنياكم " ...!
سنن ابن ماجه - كتاب الرهون – 2471 . إن كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان من أمور دينكم فإلي
2471 حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس بن مالك وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا فقال ما هذا الصوت قالوا النخل يؤبرونها فقال لو لم يفعلوا لصلح .. فلم يؤبروا عامئذ فصار شيصا ..
فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان من أمور دينكم فإلي "
نقلا عن موقع الاسلام . الموقع الرسمي للسعودية .-

تعليق علي ذاك الحديث : هل صحيح أنه . أي محمد . ترك للناس شيئا من أمور دنياهم بدون ان يتدخل فيه ؟
الجواب : كلا . فقد أدخل نفسه في كل شيء. حتي ختان البنات ! ، والتعامل مع الشوارب واللحي ... ، ودخول والخروج من دورة المياه ،! ، ، الخ . وكلها أشياء مدنية لا تحتاج ربا يرسل نبيا يعلمها للناس ، بل أغلبها تلقن للاطفال الصغار من الأبوين ، ومن قبل ميلاد " محمد " . بآلاف من السنين (!) :
15 ( احفوا الشوارب واعفوا اللحى ) قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري الإحفاء بالحاء المهملة والفاء الاستقصاء ، ومنه حتى أحفوه بالمسألة ، وقد ورد بلفظ انهكوا الشوارب وبلفظ جزوا الشوارب وكل هذه الألفاظ تدل على أن المطلوب المبالغة في الإزالة ؛ لأن الجز قص الشعر والصوف إلى أن يبلغ الجلد ، والنهك المبالغة في الإزالة ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم للخافضة أشمي ولا تنهكي ، أي لا تبالغي في ختان المرأة
- سنن النسائي . شرح السيوطي ، وحاشية السندي – كتاب الطهارة – احفوا الشوارب واعفوا اللحي - .

لذا فقوله في مشكلة تلقيح النخيل ." ان كان شيئا من امر دنياكم فشأنكم به " انما لاخراج نفسه من مسؤوليته عن الكارثة التي تسبب فيها ... بكل بساطة ، وكأن شيئا لم يحدث !

وكانت واقعة ضياع محصول النخيل . كفيلة باسقاط الحديث وباسقاط مزاعم نبوة قائله .
ذاك الحديث . الساقط بالتجربة العملية وفي نفس السنة التي قيل فيها .
فكيف لحديثه عن زيادة النسل . أن يبقي بعد 14 قرن من الزمان : حديثا . شريفا .. !؟
وكيف يجري العمل به في تركيا وايران علي مستوي الرؤساء ! ويروج ويهلل له في مصر . كاتب مرموق ..!؟ .

أيهما يشرف الجنس البشري :
المحمديون - الذين ينافسون النمل والذباب. في العدد - ؟
أم اليابانيون - قليلو الكم ، عظيمو النوع والكيف - ..؟

تعداد المحمديين الآن قرابة 1500 مليون . الف وخمسمائة مليونا - – غالبيتهم العظمي : فقراء جهلاء متخلفون. عالة علي العالم . لا يقدمون صناعة ولا زراعة ولا علم نافع . بقدر ما يستهلكون . ويكفروا المنتجين المبدعين ، وينشروا الارهاب..!.
وتعداد اليابانيين . اقل من 130 مليون – مائة وثلاثون مليونا - . يتحفون الكرة الأرضية كلها بارقي ، وأرق ، وادق الصناعات. ومعدل دخل الفرد الياباني هو من اعلي معدلات الدخل بالعالم ...

لقد أصاب الشاعر أحمد شوقي . عندما طالب من يزور قبر محمد . بأن يقول له :
شعوبك في شرق البلاد وغربها *** كاصحاب كهف في عميق ثبات

فكيف لعاقل أن يدعو لتكاثر شعوب هكذا حالها !؟
******************