الاثنين، 16 أغسطس 2010

من فنون الاستهبال

كتب : صلاح الدين محسن
يوم 16-8-2010

الشيخ : طال عمر سمو الأمير .. ماذا لو بنينا مسجدا . بمنطقة برج التجارة العالمية التي دمرت في 11 سبتمبر 2001 ؟

الأمير : ( يقهقه ) .. أتمزح يا شيخنا ؟؟

الشيخ : ( مبتسما بمكر ) . كلا . يا طويل العمر ، بل أقولها جادا ..

الأمير : ( يحدقه ، غير مصدق ) تقول جادا ؟!

الشيخ : نعم لا أمزح ( يبتسم في دهاء )

الأمير : كيف ؟؟

الشيخ : انها محاولة .. طال عمر سمو الأمير ..اما صابت أم خابت .. ولن نخسر شيئا من المحاولة

الأمير : محاولة ؟! كيف ؟! ، ومن يجرؤ علي تقديم عرض هكذا للادارة الأمريكية ؟، وماذا تتوقع أن يكون الرد ؟! ، أتصوره سيكون صفعة مؤلمة لنا ، بقد ما هو الطلب صفعة مؤلمة لهم.. أن نطلب بناء مسجد بجوار المبني الذي دمره اناس غالبيتهم من رعايانا وبمرجع من عقيدتنا ( يقهقه مستبعدا هذا الكلام ) .وكأنه مزحة ..

الشيخ : سنمهد لهم .. بالقول : اننا نريد اثبات حقيقة سماحة الاسلام ، وحب المسلمين لأمريكا ولشعبها الطيب . . بأن نبني مسجدا . قرب أحداث 11 سبتمبر 2001 ، ونقول لهم ان المسجد ليس للعبادة فحسب . كلا وانما لتقديم الخدمات لأهل الحي والمنطقة كلها ، اذ سوف يلحق بالمسجد دارا لحضانة الأطفال ، ومستشفي خيري للعلاج المجاني ، ودار لاعالة اليتيم ، وصندوق لمساعدة المحتاجين والغارمين وابن السبيل

الأمير : ( يسرح بعينيه لأعلي مراجعا الفكرة ) ألا يظنون هذا استهبالا واستغفالا منا لهم ؟!

الشيخ : ان لم يكن كذلك فماذا يكون ؟ بل هكذا هو ..

الأمير ( مندهشا ) وتقولها ؟ ألم أقل لك انك تمزح ؟ تصور أننا قدمنا طلبا هكذا . فالادارة الأمريكية سوف تقابله بثورة وغضب . باعتباره استخفافا بعقولهم .

الشيخ : كلا .. يا طويل العمر .. بل باضافة كل تلك الخدمات والحاقها بالمسجد . نكون قد زينا طلبنا ، وسوغناه وصغناه أفضل صياغة . بتلك الخدمات المجانية التي ستلحق به

الأمير .. حقا .. ان بناء مساجد قد لا يجد ترحيبا أو حماسا كبيرا . بدون الحاق مثل تلك الخدمات بها . لذا فهي فكرة جهنمية، فكرة الحاق خدمات مدنية وانسانية بالمساجد .

الأمير ( يتدارك ) ولكن هل تظن أن هذا يكفي في بلد كأمريكا . الخدمات بها أرقي خدمات بالعالم . هذا مناسب لدول العالم الثالث وربما الثاني أيضا ..

الشيخ : و لو زدنا علي الخدمات . شراء الأرض بضعف الثمن ؟؟

الأمير: ( بحماس ) لو وافقوا .. أشتري الأرض ولو بعشرة أضعاف الثمن ، وليس بضعف واحد . ان اقتضي الأمر .

الشيخ ( متمتما ) هكذا كل شيء قد اكتمل ، فهؤلاء رأسماليون ، تجار ، يهمهم الربح ، المكسب . ونادرا ما يضعون المبدأ أو الأخلاق في المقدمة . بل هم مستعدون فحسب للبيع بأعلي سعر

الأمير ( يصلح عقاله ، ويتحسس لحيته برفق ) : هذا بالنسبة لأصحاب الأرض التي سيقام عليا المسجد ، ولكن ماذا عن أعضاء مجلس البلدية الذين يجب أن يوافقوا علي المشروع ؟؟

الشيخ : يا طويل العمر . هذا أمر سهل . ولن يقف حاجزا أمام كرم سمو الأمير . طال عمره .

الأمير : كيف

الشيخ : ان كانوا عشرة أعضاء × 5 خمسة ملايين .. لن يهتز كرم طويل العمر . أمام مثل ذاك المبلغ .

الأمير : حسنا .. وماذا عن موافقة الكبير .. أوباما ؟

الشيخ ( يشرد للحظة كمن يحسب حسبة ) 10 عشرة ملايين .. أتراها قليلة عليه ؟؟

الأمير : ولو عشرين ، لا بأس المهم هو اتمام المشروع . .

الشيخ : بوركت يا طويل العمر . انها غزوة ..غزوة عظيمة
لقد قدم القرآن الكريم . الجهاد بالمال . علي الجهاد بالنفس .. فالجهاد بالمال أعظم قدرا . لكون المال هو العصب .

الأمير : نأمل حسن الثواب والأجر من الله ..

الشيخ : طال عمر سمو الأمير . نعم ان أجر المجاهدين بأموالهم . بهذا الموقع حيث دمر المجاهدون الاسلاميون الأبطال الشهداء برجي التجارة العالمية ..
وجزاء الجهاد بالمال أرفع قدرا من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وبارواحهم في 11 سبتمبر 2001. للاطاحة برمز من رموز طاغوت الكفر والكفار ..اذا قال الله في كتابه الكريم :

" تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
سورة الصف 61 آية 11
و
وجاهدوا بأموالكم وانفسكم في سبيل الله - سورة التوبة 9 . آية 41 -

الأمير : نعم انها غزوة حقيقية

الشيخ ولو نجحت تلك الغزوة يا سمو الأمير ، وستنجح باذن الله . فستكون مؤشرا وخطوة كبيرة في سبيل أسلمة أكبر وأقوي دول العالم ، وتعريبها باذنه تعالي . ومنها ننطلق نحو رفع راية العرب والاسلام ، خفاقة فوق عواصم باقي دول كوكب الدنيا .

الأمير : وماذا عندك عن المزيد من التفاصيل؟

الشيخ : يتم ايداع المبالغ تحت أوامر . أعضاء بلدية مانهاتن ، والرئيس أوباما .بحسابات سرية لا يصل اليها جن أو انس . بأحد بنوك سنجابور ، أو ماليزيا ، وممكن بأحد بنوك قطر أو دبي

الأمير : هكذا تكون كل الخطوط قد رسمت وباحكالم .

الشيخ : طال عمر سمو الأمير .. يعني نتوكل علي الله ، ونمضي نحو التنفيذ بالصلاة علي من لا نبي بعده ؟

الأمير : علي بركة الله . أري الأمور جميعها . تمام التمام فامض بالصلاة علي خير الأنام .

الشيخ : ( يتهلل وجهه ، وتبرق عبناه بالفرح والعزم ) توكلنا علي الله .

الأمير : وماذا تقترح أن يكون اسم المسجد ؟

الشيخ : نسميه " مسجد قرطبة " .

الأمير : حسنا . ولماذا قرطبة بالذات ؟

الشيخ : انه المسجد الاسلامي . الذي اغتصبوه عقب سقوط الأندلس . منذ خمسمائة عام . علي يد الكفار الاسبان ، وحولوه الي كنيسة ..!

الأمير : يا له من اسم . يشفي غليل المسلمين من اغتصاب مسجد قرطبة ، أن نعوضه بمسجد في قلب عاصمة الغرب الكافر كله . فتلك طعنة في الفؤاد .

الشيخ : طعنة مؤقتة ، يا طويل العمر ، ولكن لن يشفي لظي قلوب المسلمين الا استعادة الأندلس – اسبانيا – لحظيرة الاسلام والعروبة ، وهذا سيتحقق بطبيعة الحال . بعد اكمال تسقاط أمريكا كلها في يد الاسلام والاستيلاء عليها ، وأسلمة كل من فيها . بحسب المخطط السائر بنجاح ، وبفضل الله .. ، وحينها .. سوف تتساقط كل دول أوربا الكافرة في يد الاسلام ، وفي مقدمتها الأندلس . . فتبرد صدور المسلمين وترتاح قلوبهم .

الأمير : حقا انها غزوة ، ويا لها من غزوة مباركة ..

الشيخ : طال عمر سمو الأمير . نعم . انها غزوة مانهاتن الثانية . وكانت غزوة مانهاتن الأولي والمجيدة . في 11 سبتمبر عام 2001 .
----
ترسل التعليقات علي بريدنا الالكتروني
salahmohssein@hotmail.com
*************

ليست هناك تعليقات: