كتب : صلاح الدين محسن
28-11-2010
يلعب النظام العسكري بمصر . مع جماعة الاخوان المسلمين . الآن . ومنذ سنوات . لعبة كرة المسيحيين .
الاخوان المسلمون يريدون السلطة .. والنظام العسكري شاخ وفسد من الساس للراس . ولكن القائمين علي هذا النظام يتشبثون بالسلطة . خشية محاكمتهم من أي نظام آخر قادم .
المجتمع الدولي مع المجتمع المصري يطالب بالاصلاح السياسي في مصر – ولا سيما أمريكا ذات التأثير - ، والاصلاح السياسي يعني ديموقراطية حقيقية بمصر ، وهذا معناه افلات السلطة من قبضة النظام القائم . أي : المحاكمة علي جرائم أقل حكم فيها هو الاعدام لمرة واحدة علي الأقل ... ومصادرة الممتلكات المنهوبة بمخالب الفاسدين .
والمخرج أمام النظام للاحتفاظ بالسلطة هو - كما قلنا – اللعب بكرة المسيحيين . بتخويف أمريكا والغرب وملايين المصريين المسيحيين . بعفريت يرعبهم اسمه " جماعة الاخوان المسلمين " فيما لو وصل هذا العفريت للسلطة ...
وذلك باشعال الكوارث المتوالية فوق رؤوس المسيحيين ، وبلا توقف ، وقبل أن يفيقوا ومعهم ذوي الضمائر الانسانية بالداخل وبالخارج من هول حريق ، يكون حريقا آخر قد شب ، وقبل اكمال اطفاء الحريق الآخر ، تكون مجزرة قد جرت ، وقبل دفن القتلي وقبل تضميد جراح المصابين . تكون كارثة خطف العرض أو نهب المتلكات قد قامت .. وهكذا وهكذا ..
وكل تلك الجرائم يعرف القاصي والداني معا . انها يستحيل أن تتم الا علي أيادي جماعة الاخوان المسلمين وبناتها من الجماعات المنسلة منها ...
ومن هنا يزداد رعب المسيحيين المصريين ، ودول العالم المتحضر ولاسيما امريكا وأوروبا . من احتمال وصول هذه الجماعة للسلطة ..! فيلجأوا لمهادنة النظام العسكري البوليسي القائم . ويقبلوا رمضاءه باعتبارها أرحم من نار الاخوان المسلمين ...
وقد عبر عن ذلك المخطط الحكومي . رئيس برلمان النظام العسكري القائم " دكتور فتحي سرور " بالقول :
" الضغوط الامريكية للاصلاح قد تقود لدولة دينية "
وهذا معناه : اما أن تقبلونا كنظام عسكري فاسد غير قابل للاصلاح وغير راغب فيه بفسادنا . هكذا .. أو الدولة الدنينية . وانظروا الدولة الدينية ، ما يحدث للمسيحيين المصريين ... (!)
ويؤمن . فضيلة مرشد عام الاخوان – بدون قصد - . علي صحة ما يقوله رئيس برلمان النظام ، ويضيف له ما يخيف دول الغرب . بقوله :
" اذا وصلنا للحكم سنقطع العلاقات مع اسرائيل "
2010-11-26التصريحا ن جاءا في : جريدة القدس العربي
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\26z49.htm&arc=data\2010\11\11-26\26z49.htm
--
كذلك لا يمكن لأحد فاهم لما يجري في مصر وفاهم لطبيعة نظامها البوليسي الاستخباراتي . أن يتخيل امكانية قيام الأخوان المسلمين وحدهم بلعبة كرة المسيحيين – الحرق والقتل والخطف والنهب المتواصل والذي لا يتوقف ولا يقل ، وانما يزداد – لا يمكن أن تكون اللعبة الا بمشاركة وبتنظيم وبتحكيم من النظام القائم ، وعلي ملعبه ...
فلماذا يلعب الخصمان معا بتلك الكرة – المسيحيين - !؟
الجواب : لأن كلا منهما يتصور أن الأهداف التي ستسجل ستكون لصالحه هو وضد الطرف الآخر .. وان كانت الأهداف توجه الي عين وقلب طرف ثالث – المسيحيين - .
فالنظام يري انه كلما ارتكبت جريمة جديدة ضد المسيحيين . كان ذلك مبررا له أمام الخارج والداخل لاعتقال قيادات جماعة الاخوان ومصادرة أملاكهم .. وابعادهم عن حرم السلطة – حرمه - . ليبقي هو .. لأجل حماية السلام بالداخل وبالخارج من جرائم غيلان الأخوان المسلمين ..
وكذلك يري الأخوان المسلمون أن تلك اللعبة " كرة لمسيحيين " من شأنها اسقاط النظام . أوالاسراع أو المساعدة علي اسقاط ذاك النظام العجوز كرئيسه مبارك .. ويرون أن الجرائم المرتكبة ضد المسيحيين تمس النظام أولا.. من قبل أن تمسهم ..وهم في نفس الوقت . يلعبون لعبة محببة اليهم – قتل وحرق ونهب وسلب وغصب . أهل الأديان الأخري . انها شريعة – ولكنهم يلعبونها الآن وهم خارج السلطة من الناحية الرسمية . يلعبونها علي مسؤولية الممسكين بدفة الحكم ...
وبالرغم من أن جماعة الأخوان . لا يفهمون في السياسة بمثل فهمهم في الصلاة علي النبي ...
الا انهم – في تقديرنا الشخصي – لو تسلموا السلطة . فانهم ليسوا علي درجة من الغباء السياسي الي حد يجعل الجرائم والاضطهاد المنتظر حدوثها في ظل حكمهم ، في حق المسيحيين . يكون بنفس المعدل الجاري .. بل سيقل ، وربما يقنن ويرشد ويهذب فقط. لأنه سيكون علي مسؤوليتهم المباشرة ، رسميا . أمام المعارضة بالداخل والخارج – سواء وجدت معارضة رسمية أم من تحت الأرض أو بالمنفي - ، وأمام العالم الحر بالخارج وأمام المحافل الدولية .. .أما الآن فما يحدث هو في المقام الأول :علي مسؤولية النظام العسكري القائم ... مهما أنكر ومهما قدم من ادعاءات ، وأيا كان الفاعل أوالمنفذ ..
ان اللعبة التي يلعبها الاخوان ، والنظام – لعبة كرة المسيحيين – هي لعبة خطرة علي اللاعبين معا .. وخطرة علي الوطن من ناحية أخري ..
فلا يجب علي أي من اللاعبين – الاخوان والحكومة البوليسية – الاعتقاد الجازم بأن نتائج اللعبة ستكون لصالحه .. اذ يمكن حدوث العكس ...
أما خطورتها علي الوطن . فانها قد تقود لتقسيم مصر . ليس الأمر بالسهولة كما بين السودان واحتمال انفصال جنوبه عن شماله .. لأسباب لعل القراء في غني عن شرحها لهم .. ، ولكنه – وللاسف – ممكن ..
ولا يوجد مبرر آخر لتقسيم مصر . سوي تلك اللعبة " لعبة كرة المسيحيين " التي يلعبها الاخوان المسلمون مع النظام العسكري البوليسي الغارق في الفساد .... وكل منهما يظن نفسه الفائز في النهاية .. بينما احتمالات هزيمتهما معا . هي أمر وارد . فالمفاجآت عنصر لا يجوز استبعاده .
احتمال وصول الليبراليين ، العلمانيين ، للسلطة كيف يمكن استبعاده ؟ .
وهناك احتمال أكبر ، وهو وارد جدا : وصول أنصاف العلمانيين . - الناصريون ، أو الوفديون - للسلطة . وحينها سوف يعيد – الناصريون بالذات - جماعة الاخوان المسلمين . للاختباء في الجحور التي لاذوا بها في عهد عبد الناصر . وسوف يؤمموا ممتلكات مليونيرات الاخوان . وهؤلاء المليونيرات ، مؤمنون . ومن المفروض انهم يؤمنون بقول رسولهم الكريم " اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين " ..! - سنن ابن ماجه . كتاب الزهد - .. وتأميم ممتلكاتهم ، سوف يعيدهم لحظيرة السنة النبوية المشرفة .. ألا يحبون !؟
**************