كتب : صلاح الدين محسن
لا تدع أحدا يستدرجك للمفاضلة بين شيء سيء . وشيء أسوأ ، وسيء ثالث معتدل أو متوسط السؤ ..
ما دمت تدرك أن جميعها تنتمي لبؤرة واحدة محواها السؤ .. فلماذا تفاضل بينها ؟
ان فاضلت بين الثلاثة . وقلت أفضلها هو المتوسط .. فهذا اعتراف منك بأن شيء سيء . أحق من الآخرين السيئين . في أن يتواجد هو..
وسينتهزها أنصار السؤ الأوسط . فرصة لصالحهم ، للترويج لمصالحهم المرتبطة بهذا الشيء المتوسط السؤ ! . وهكذا تكون قد عاضت شيئا سيئا ..
1 –
مثال في السياسة :
ان كنت ضد الحكم العسكري الديكتاتوري. لما يجلبه من خراب ونهب وفساد وظلم وافساد وفقر ودمار وتكميم لأفواه الشعوب .. فكيف تسمح لاحد بأن يدعوك للمفاضلة بين حكام عسكريين ثلاثة ؟
الصواب هو أن تقول له : جميعهم حكام عسكريين وديكتاتوريين طغاة
فيستدرجك بخبث : ولكن هل فلان مثل فلان وفلان ؟ هل اقترف الأول نفس ما اقترفه الثاني والثالث ؟ قد تكون للأول له أخطاء . فلا أحد معصوم ..! ولكنه فعل وفعل .وفعل. .
هكذا سيقول لك نصير الديكتاتور الأول والذي يعتبره الأقل سوءا
بينما كل ما يكلمك عنه من أفعال للأول . كانت مجرد انجازات طغاة ديكاتوريين لا تلبث أن تنهاراما في عهد الطاغية أو في عهد من يورثهم ديكتاتوريته ..
لا تدخل نفسك في مفاضلة بين العسكريين الطغاة : عبد الناصر والسادات ومبارك ..
فأقلهم سوءا- الأول - يكفيه من الفعل الشائن . انه ورث وطنه وشعبه لعسكريين أسوأ منه ... ألا يكفي ذلك للحكم بأنه أسوأ العسكريين الطغاة الثلاثة . لأنه واضع حجر أساس النظام ككل . للعسكرة والدكترة والطعيان والفساد ...؟
لا تفاضل بين سيء وأسوأ وأكثر سوءا .. فكلهم سوء ولا مفاضلة بينهم .. لا تقدم علي الدخول في تلك المفاضلة .
2 –
مثال في المعتقدات الفضائية :
لا تفاضل بين عقيدة دينية سيئة وأخري أسوأ وعقيدة ثالثة متوسطة السؤ.. ما دامت العقائد الثلاثة تقع بداخل دائرة السؤ .. وما دامت أقلها سوءا قد شربت من أولها في السؤ ، وأشدها سوءا قد شربت السؤ بنوعيه من العقيدتين السابقتين ..
فأقل العقائد الثلاثة سوءا . هي اكثرها سوءا . ما دامت هي المسؤولة عن تهيئة الناس للاستسلام للعقيدة الأكثر سوءا . وتخديرهم بمباديء مبالغة في مثالياتها ..
لا تدخل نفسك في مفاضلة بين العقائد الثلاثة الابراهيمية الشرق أوسطية العتيقة .. فكلها ابراهيمية وكلها عتيق ...
لا تقبل سوي المفاضلة بينها مجتمعة وبين قوانين حقوق الانسان الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة . فهي خير دين للعصر وخير عقيدة وخير دستور .
------