كتب : صلاح الدين محسن
نعيد نشر هذا المقال الذي سبق أن نشرناه منذ 3 سنوات مضت .
----
من هم المصريون : أصل مصر ؟
كما أن الصينيين يعرفهم العالم بسهولة من ملامح وجوههم و لون بشرتهم ..
وكما أن الهنود يعرفون في أي مكان بالعالم من لون بشرتهم وملامح وجوههم وتعابير وجوههم والمشاعر الداخلية بعيونهم وعلي وجوههم .
وكما أن الأفارقة يعرفون بأي مكان بالعالم من لونهم الأسود وشفاههم الغليظة والشعر الأجعد ...
وكما أن الأوربيين يعرفون أينما ذهبوا من لون بشرتهم البيضاء وعيونهم الملونة – خضراء أو زرقاء - .
كذلك المصريون أصل مصر يمكن معرفة أحفادهم الموجودين حاليا من مواصفات أجدادهم التي رسموها بوضوح تام علي جدران معابدهم وبأوراق البردي ، ونقشوها علي الحجارة .. فلون البشرة قمحي ، أو أسمر خفيف لأنهم يعيشون بأقصي شمال افريقيا حيث الحرارة معتدلة وليس بوسطها حيث الحرارة شديدة تؤدي الي سواد البشرة ..، ولون العيون سوداء ، والشعر أجعد ، أما ملامح الوجه . من أنف وشفايف ، فهي معتدلة وليست غليظة كما الأفارقة بوسط افريقيا لكون مصر قريبة من أوربا ، يفصل بينهما البحر فقط .. لذا فلون بشرة المصريين وملامحهم هي وسط بين افريقيا وأوربا ..
ومصر ليست خيمة وناقة وجمل وحصان وسيف وصحراء وقحط .. فالبلاد التي تحمل تلك الصفات هي بلاد أخري وهوية أخري غير مصر .. واسمها : بلاد العرب .
أما هوية مصر فهي : نيل – نهر طويييييل عريييض – ووادي خصب وأهرامات ومسلات ، وأهرامات مصر تعدادها بالعشرات وان كان أكبرها وأشهرها أهرامات الجيزة الثلاثة ..
وأي مكان تحفر فيه بجنوب أو شمال أو وسط مصر من الممكن جدا تفاجأ بأن الأرض تحتها تمثال ، معبد ، مقبرة ، مسلة فرعونية تطلع وتقول لك : مصر فرعونية ...
وأي رئيس بالعالم لدولة عظمي ان ترك السلطة اليوم وسافر خارج بلاده فسوف يذهب كمواطن عادي بدون برتوكولات دبلوماسية دولية وكذلك الأمر بالنسبة لجمهورية مصر المسماة بالعربية
أما الرئيس الوحيد بالعالم الذي ترك السلطة وسافر خارج بلاده واستقبل كرئيس وعزف له السلام بينما هو خارج السلطة ! فهو رئيس مصر الفرعونية فقط .. لا مصر العربية .. – انه : رمسيس الثاني ، وبدون أن يكون حيا ، وانما مومياء !! ولن يحدث مثل هذا الاستقبال بعد لأي رئيس ولو كان رئيس أمريكا ، لأنه لوحدث وعزف السلام لرئيس أمريكي سابق وهو في زيارة لدولة أخري لاحتجت الادارة الأمريكية نفسها ..! أما رئيس مصر الفرعونية " رمسيس " فهو الوحيد صاحب هذا الحق وان سافر كمحض مومياء مات صاحبها من 3300 سنة .! انه سلام مربع كبير قوي من قمم الحضارة الحديثة الي واحدة من أهم الحضارات القديمة التي وضعت أسس الحضارة الحديثة ، حضارة : مصر الفرعونية . ( الفرعونية ..) .
نعود لموضوعنا : عرفنا ما هي مواصفات المصريين الذين هم أصل مصر ..
فتري هل تنطبق تلك المواصفات علي كل المصريين ؟
الجواب : كلا .. ان نسبة كبيرة جدا من المصريين الآن لا تنطبق عليهم مواصفات المصريين الذين هم أصل مصر ! ..
كيف ولماذا ؟
لأننا نحن المصريين حاليا ، شعب مخلط من جنسيات شتي .. اذ دخل بلادنا محتلون كثيرون من الغرب والشرق وعاشوا بها مئات السنين ومن الطبيعي أن يتركوا خلفهم من أحبوا مصر وتمسكوا بالعيش فيها أو من تزاوجوا من المصريين ومن مئات من السنين ، ربما تصل لأكثر من ألفي سنة ..
فكيف نقول لهؤلاء أنهم ليسوا مصريين لأنهم لا يحملون صفات المصريين أصل مصر ، تلك الصفات المعروفة ..؟
اليونانيون احتلوا مصر لحوالي 300 عام .. والرومان احتلوها لمدة 600 عام وقبلهما احتلها الفرس والآشوريون ، والهكسوس والحيثيون ، وغيرهم لمدة حوالي مائة عام لكل من هؤلاء المحتلين .. ثم احتلها – أو : فتحها !! خليها فتحها – في ناس نفسها تفرح !! : البدو العرب – واحتلوها لمئات من السنين ، ثم جاء الأتراك وحكموها لمئات من السنين وجلبوا اليها جنود من جنسيات آسيوية مختلفة .. والفرنسيون احتلوها 3 سنوات ، وقبل ذلك حاولوا احتلالها علي يد لويس التاسع ملك فرنسا ولم يوفقوا فتركوا فيها حوالي 10 آلاف جندي بقوا وعاشوا وذابوا وسط المصريين ناشرين سلالتهم الأوربية في المحافظات التي توزعوا فيها ..، والانجليز احتلوا مصر حوالي 75 سنة ..
ولذلك نجد من بين أسماء المصريين الآن . اسم " تركي " ، واسم "عربي " – بل واسم روماني ، الموجود بكثرة بالصعيد بالذات ، جون وجورج وتوني وفرانسوا ، وغيرها– حيث هناك من المصريين من لا يزالوا يعتزون بأصولهم التي ترجع لمحتلين أجانب احتلوا مصر .. الا أنهم الآن : مصريون
كل تلك الجنسيات اختلطت وتزاوجت من مئات السنين مع المصريين أصل مصر: الفراعنة ،
و الأديان غير الأوطان لأنها مجرد معتقدات قد يصح المعتقد منها وقد لايكون معتقدا صحيحا ، وقد يصدق معتنق الدين في تدينه وقد لا يكون صادقا .. أما الوطن فهو حقيقة، لأنه المهد والمنشأ والمربي و فيه المعاش و يتمني المرء أن يكون فيه مماته وليس في غيره من البلدان ..
وقد اختار المصريون كل واحد لنفسه دينا من الأديان طوعا أو كرها ، صدقا أو كذبا .. وراثة عن والده أو تحولا ..
أما الوطن فلا خلاف عليه ولا جدال حوله . الجميع مصريون .
وممكن أن تجد من بين المصريين من شكله يوناني مائة بالمائة – لأنه من سلالة الغزاة الاغريق - وديانته الاسلام واسمه محمد – ويقول احنا أصلنا عرب ! ويقول الاسلام دين الأغلبية في مصر !!!!!!!!!!!! والدستور يبقي باسمنا ويكتب به : مصر عربية (!) والاسلام الدين الرسمي للدولة ( يعني الأديان الأخري : هي أديان عشئوائية قابلة للازالة !!!!!! ) ، ويقول : علي أهل الأديان الأخري أن يدفعوا لنا الجزية أو يرحلوا عن مصر العربية الاسلامية !! – و في نفس الوقت الذي يكون فيه قائل ذاك الكلام لا يزال هو وعائلته يحملون اسم جده التركي " غندقلي " ، " أزميرلي " أو أي اسم آخر من أسماء كثيرة من هذا القبيل ... - !!!
هنا ينبري له واحد آخر من بين المصريين و شكله تركي أو يوناني أو روماني مائة بالمائة لأنه من أحفاد محتل من هؤلاء الغزاة الذين احتلوا مصر، وديانته هي: المسيحية ، واسمه بطرس – فيقول له : نحن المسيحيين أصل مصر !!! وباقي مصر ما هم سوي العرب الغزاة وعلبهم العودة لبلادهم !
ومن الممكن أن تجد من هو مصري الشكل مائة بالمائة لأنه من سلالة الفراعنة : أصل مصر ولكن ديانته هي اليهودية واسمه شالوم أو كوهين ... ويعيش بمصر منبوذا مهمشا مرتابا ومريبا ، وربما كان جده المصري الأول هو خوفو باني الهرم الأكبر !!!!!!! ، وكل ذنبه أن جدا قديما جدا له اعتنق اليهودية من قبل أن تأتي المسيحية والاسلام وورث عن جدوده هذا الدين مثلما ورث كل منا دينه عن أبيه وجده ، وورث كل منا التمسك بدينه والتعصب لديانة من الأدبان . والدين القوي يريد أن يأكل الضعيف !
هنا نجد أنفسنا أمام مهاترات دينية كل دين يريد الاستئثار بالوطن لحسابه انها غابة اسمها : " أديان ! " ! (!)
ان كان مفتي استراليا الموتور – هلال – عندما تسبب في أزمة بالبلاد وحاول الكثيرون طرده الي الخارج ، ققال رئيس الوزراء الاسترالي : كلا انه يحمل الجنسية الاسترالية . ( رغم أنها حصل علي الجنسية من سنوات قليلة .. وبالرغم من أنه لا يزال يحمل جنسية أخري هي : المصرية ) فما القول فيمن هم مصريون و عاش أجدادهم بمصر من مئات السنين ، ايا كانت أصولهم أو صفاتهم السابقة ، ولا يعرفون لهم وطنا غير مصر ؟!
كيف نقول لمصري عاش أجداده في مصر من مئات وربما آلاف السنين بمصر أن مصر ليست بلده وهو من الغزاة لمجرد أنه أحمق لا يعرف أن الأرض في مصر عاليها وباطنها ينشد ويقول : " الأرض بتتكلم فرعوني الأرض الأرض " ..؟!
كيف نقول لمصري جدود جدوده عاشوا في مصر من آلاف السنين ، أنه ليس مصريا لمجرد أن المسكين جاهل ، ولا يفهم الفرق بين الدين والوطن ويظن الدين : هوية ! ويعتبر الدين وطن (!!) ، او لمجرد أنه ضال ومضلل الي حد أن يقع في كذبة نسب مصر الي أمة أخري يفصل بينها وبين مصر صحاري وجبال وبحر طوييييل عرييييض اسمه البحر الأحمر .. ! ينسب مصر مهد الحضارة ( بلده ! ) الي أمة دورها في الحضارة الانسانية لا يزيد عن دور القراصنة !!
ان ما يشغل مصر كلها الآن – حكام ومحكومين : ليس كيفية تشغيل ملايين الشباب العاطلين ! ، ولا كيفية توفير سكن معقول لملايين يعيشون في القبور وعشش الصفيح وفي العشوائيات ولا كيفية توفير العلاج لملايين من المرضي بأخطر أمراض التلوث ولا كيفية علاج مشاكل كثيرة تعاني مصر وشعبها !! كلا ..
وانما ما تنشغل به مصر بقياداتها وسياسييها ومثقفيها وكافة طوائفها هو : كيفية تعديل دستور يريد دين من الأديان أن يفصله – أ يقصل الدستور - علي مقاسه ، وكذلك يحدد ويفصل هوية مصر كلها علي مقاس دين من الأديان ، حتي ولو احترقت مصر بمن فيها وما عليها – وفتحت عليها أبواب جهنم .. مثلما قال قائل من قبل ! –
فتري : هل أرسل الله الأديان لحرق الأوطان .. وزرع الكراهية والحروب والشقاء بين بني الانسان ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم ليعيش الناس معا في مودة وتسامح وحب وسلام ؟!
---
الحوار المتمدن - العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=90805
******