كتب : صلاح الدين محسن
لا يوجد شيء اسمه الأمة العربية – المقصود به 22 دولة - . بل هكذا يدعي من يسمون أنفسهم " القوميون العرب " – بعثيون وناصريون -..
اذ توجد أمم وشعوب ناطقة بالعربية ، تفصل بينها تواريخ ضاربة القدم متضاربة الألوان . وان جاز اطلاق تعبير الأمة العربية .. فهذا فقط علي الدولة المسماة الآن " السعودية " ، ولا نعرف ماذا سيكون اسمها في المستقبل ، ففي منتصف الخمسينيات – حيث كنت تلميذا بالمدارس الابتدائية بمصر - كانت الدولة المسماة " السعودية " الآن .. موجودة بالخرائط باسم : " بلاد الحجاز " . ، او " نجد والحجاز " .
وكذلك لا يوجد شيء اسمه الأمة الاسلامية . هذا ما يفري به ويدعيه الاسلاميون المتعصبون ، ذوو التطلعات النازية ، البدو صحراوية ..
والصحيح أن هناك أمم وشعوب فرض الاسلام علي جدودهم بالسيف . فرضا ، وفرض عليهم : ألا يقولوا انه فرض عليهم ! (!) ...
بل يقولون كذبا : انهم اعتنقوا الاسلام عن حب وقناعة ( تحت ظلال السيوف والحراب ! ) ..
وتفصل بين تلك الدول التي يسمونها الأمة الاسلامية .. قارات ، وجبال ، وصحاري ، وبحار ، ومحيطات ، ولغات كثيرات ، وأصول وأعراق أكثر . وتواريخ لا صلة بين بعضها البعض .. فكيف تكون هناك أمة واحدة اسمها الأمة الاسلامية . ؟!
أما كيف تم حشو الشعوب الناطقة – الآن - بالعربية .. حشوا بلغة العرب ، وكيف تم عوربتها ..؟ فتلك روايات تاريخية درامية حافلة بالشجون ..
تحتاج لفريق ممن يكتبون دراما تليفزيونية ، ومؤرخين أمناء ومخرجين شجعان .
وكيف تمت أسلمة الشعوب المخزومة بخزام عقيدة البدو العرب ؟ ...
تلك قصص وروايات .. تحتاج لسلسة أفلام باسم " الاسلام في .. مصر " ، الاسلام في .. الشام " , الاسلام في .. العراق ، الاسلام في .. بلاد الأمازيغ – ، الاسلام في .. بلاد النوبة والسودان ، الاسلام في .. ، و .. و.. الخ .
علي غرار سلسلة أفلام : " اسماعيل يس في .. "
والفرق بين سلسلة أفلام اسماعيل يس في .. ، وسلسلة أفلام " الاسلام في .. " هو : أن " أفلام اسماعيل يس في .. " . حافلة بالضحك و الفكاهة . أما سلسلة الأفلام الاسلامية ، وكيف تم دقه دقا في كل دولة . . فسوف تجري أنهارا من الدموع ، و حوارات يعلو فيها الصراخ والعويل والنحيب ، وموسيقي من آهات الألم ، ومشاهد هي سحابات قاتمة من المآسي ، والأسي و الحزن .. ( ومشاهد مجازر وحرائق وسلب ونهب ، وأسر نساء الدول المدينة بعقيدة أشرف الخلق وخير الأنام . نبي البدو ، الذين هم خير أمة أخرجت للناس ..(.. ) .
لا أحد يردد تعبير : " أمة عربية " ، أو " أمة اسلامية " سوي : عشاق الكذب علي التاريخ وغلط الحقائق ، المتلهفين علي الحروب وأنصار الديكتاتوريات ، من لا يعنيهم افقار الشعوب وتجويعها وافجاعها في فلذات أكبادها وزهرات شبابها بكثرة الحروب !. بل يهمهم ما يسمونه : ديمومة كفاحية ! وهم : القوميون العرب – ناصريون وبعثيون - ..
وكذلك الفقهاء الاسلاميون – تجار الدين - ، وجماعات الارهاب الاسلامي .. الذين لايعنيهم لو دفنت كل شعوبهم دفنا تحت الأرض ، فكل همهم هو أن يبقي ويستمر ما يسمونه : " فريضة الجهاد " ! ..
و لمن يحب أن يتحري الدقة في التعبير .. فالقول الصحيح البديل لما يسمي " أمة عربية " هو : الشعوب الناطقة بالعربية ، أو الدول العربفونية – علي غرار : الدول الفرانكفونية . وهو ما يطلق علي الدول الكثيرة الناطقة بالفرنسية . .
والصواب أيضا هو : ألا نستخدم تعبير الأمة الاسلامية ولا الدول الاسلامية . وانما : الشعوب التابعة للاسلام ، أو الخاضعة للاسلام – بمعني أدق - .
... ...
فهل أنت ممن يستخدمون تعبير : " أمة عربية " ، و " أمة اسلامية " . ؟؟؟
هل أنت ممن يكذبون علي التاريخ وعلي الجغرافيا ، بالخلط والغلط والتدليس. ويضللون شعوبهم ويخدعونها ...؟؟
********************