كتب : صلاح محسن
27-11-2010
اغلب المطالبين بزيادة النسل من الاسلاميين ، يرونه من باب التوكل علي الله
. بينما التوكل لو فهموا دينهم : مربوط بالاعقال. وليس من الاعقال أن ينجب الفقير او المريض عددا كبيرا من الذرية متوكلا علي الله في الرزق ، فالرزق غير معلوم ، اذا هذا تواكل ، وليس توكل . نعم هو تواكل فاقد للاعقال الذي طالبهم به دينهم " اعقلها وتوكل " .. !
ولأن كثيرين من المتدينين . قيادات وغير قيادات . تري ان الانسان مخلوق لخدمة الدين واتباع الدين والسير وراءه مغمض العينين ومقفول العقل .. لذا فهم يطالبون بزيادة النسل علي طول الخط . بصرف النظر عن أية معطيات يقدمها البحث العلمي . الذي علي ضوئه يجب معرفة هل يزاد النسل ، أم يحجم ؟
وقد التقي ثلاثة اسلاميون من ثلاثة دول – تركيا وايران ومصر -. معا في المطالبة بزيادة النسل بدولهم الثلاثة . رغم تعارض ذلك مع مؤشرات الأبحاث العلمية بالدول الثلاثة ! .. وهؤلاء المحترمون هم :
رئيس تركيا " طيب اردوغان " ، ورئيس ايران " أحمدي نجاد " ، وثالثهم : الكاتب المصري الاسلامي " أمين هويدي " . الذي نشر مقالا بعنوان " نداء للأتراك: تناسلوا تصحوا "
برر فيه ، وفلسف دعوة الرئيس الاسلامي لتركيا . للاتراك لزيادة النسل ! . رغم معطيات البحث العلمي بتركيا . لا ترعي داعيا لزيادة النسل . !
صحيفة الشرق القطريه الخميس 12 ذوالحجة 1431 – 18 نوفمبر 2010
http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2010/11/blog-post_18.html
وكما جاء بالاخبار :
أحمدي نجاد – رئيس ايران - يعتبر سياسة تحديد النسل «استيرادا غربيا».. ويشجع على الزواج المبكر
! ومخاوف من أن دعواته تعزز البطالة والتضخم.. ونقاد يرون أنه يسعى إلى كسب أصوات الناخبين الشباب
داعيا الفتيات الإيرانيات إلى الزواج في سن السادسة عشرة، كما وصف الدعوات لتحديد النسل بأنها «غير إلهية» وأنها «استيراد غربي».
جريدة الشرق الأوسط : هـ 22 نوفمبر 2010 العدد 11682
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=596256&issueno=11682
---
ان زيادة تعداد شعب قد تكون وبالا علي ابنائه .. كما في مصر والهند ودول أخري عديدة
وقلة تعداد شعب . قد لا تحول دون أن يكون شعبا منتجا مبدعا ومكانته بين الامم في الصدارة .
علي سبيل المثال : كم تعداد شعب اليابان وحدها ؟ وكم تعداد الدول الناطقة بالعربية أو حتي الدول الاسلامية بأكلها ؟ وكم تبلغ الهوة بين دخل المواطن الياباني وانتاجه من ناحية وبين دخل المواطن بأي من الشعوب الناطقة بالعربية أو الاسلامية كلها ، وكم يكون انتاجه ؟!
والمواطن الصيني منتج ، ولكن كم يكون دخله ومستوي رفاهية معيشته بالنسبة للأمريكي أو الدانمركي ، أو حتي السنغافوري ؟ البون شاسع . والسبب كثرة تعداد شعب الصين .. بشكل غير معقول .. وهو ما تعمل القيادة الصينية علي تحجيمه منذ سنوات ..
والهند .. التي تقدمت كثيرا . عن ذي قبل . وتمضي في طريق المزيد من التقدم . كانت قد اضطرت لفرض تحديد النسل فرضا ووصل الأمر لحد استخدام القوة ، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي .. وقد نجحت الهند في مخططاها للنهوض والتقدم .. أما الدول الأخري بالعالم الثالث التي فشلت في تحديد أو تنظيم النسل . كمصر .. ويتكاثر سكانها كما الفئران والأرانب . بفضل فتاوي المشايخ ، والكتاب المعنيين بالدين . كالأستاذ" فهمي هويدي " وغيره . فهي تتأخر وتتأخر ، وتنحدر من هوة لهوة أعمق ..
القضية ليست قضية زيادة النسل ولا هي قضية تحجيم النسل .. وانما هي قضية الاحتكام للعلم و العقل . لتحديد : متي تجوز الزيادة ، ومتي يجب تحجيم النسل . بالعلم وبالعقل ..
ولكن المشكلة تكمن فيمن يجد نصا دينيا يقول للناس : تكاثروا …
وذكره الشافعي بلاغا عن ابن عمر بلفظ :
تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم وللبيهقي من حديث أبي أمامة تزوجوا ، فإني مكاثر بكم الأمم ، ولا تكونوا كرهبانية النصارى
(فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب النكاح)
فيصم أذنيه عما عدا النص الديني ! ويغلق عقله ، ويقود شعبه لما يضر ولا يفيد ..
هنا المشكلة .. العقلية الدينية البيروقراطية . التي تدعو أو تعمل علي تنفذ النصوص . الدينية حرفيا ، بلا وعي ولا فهم ..
خطورة الموظف البيروقراطي تقع وحسب فوق رؤوس المواطنين سيئي الحظ الذين يتعالون معه .. أما خطورة رئيس الدولة – أو كاتب الرأي – البيروقراطي . المؤدلج دينيا .. فانها تقع فوق رأس شعب بأكمله ..
*****
