كتب : صلاح الدين محسن
لم تعرف ظاهة الصلاة في الشوارع في مصر الا بعد أن استفحل نفوذ الجماعات الاسلامية . في عهد الرئيس السادات.. وازداد نفوذهم في عهد مبارك أضعافا مضاعفة . فراحوا يبتدعون أشياء كثيرة لم يألفها المجتمع المصري . منها الصلاة في الشوارع – ثم الصلاة في أماكن العمل ، وتعطيل مصالح الناس -
ووصل الأمر بظاهرة الصلاة بالشوارع في مصر . الي درجة اغلاق نصف أهم شارع بالعاصمة المصرية – القاهرة - . وهو شارع رمسيس . من ناحية غمرة .لأجل صلاة الجمعة . رغم كونه ككل شوارع القاهرة . شديد الزحام ..
وتلك الظاهرة نقلها للغرب أتباع الجماعات الاسلامية المندسون في المجتمعات الغربية أوربا وأمريكا وكندا .. - واستراليا أيضا - ..
فماذا لو شب حريق باحدي العمارات وقت الصلاة بالشارع ، وجاءت سيارة الاطفاء . بينما المؤمنون جدا . منهمكون في افتراش وشغل الطريق العام . وعددهم بالمئات ..؟!
وماذا لو جاءت سيارة الاسعاف لانقاذ انسان أو أكثر في حالة خطرة .. بينما الطريق يشغله ( المؤمنون ..) لآداء الصلاة ..؟!
أي مسجد بأي حي من أحياء المدينة . يمكنه استيعاب الراغبين في الصلاة من سكانه.. ، ولكن الجماعات الاسلامية السياسية . يتعمدون حشد أنصارهم وأتباعهم من الأحياء المختلفة . القريبة منها والبعيدة عنها ، خصيصا ، مع سبق الاعداد والترتيب .. لأجل الصلاة في الخلاء ، بأماكن معينة ، وتكون أكثر المناطق حساسية بالنسبة للسلطات والجماهير .. انه مأرب سياسي يخطط له علي المدي ..
لا توجد ولا حتي جمعية اسلامية واحدة متخصصة أو مهتمة بقدر ما ببناء بيوت للفقراء . تكون اقتصادية التكاليف واقتصادية الايجار .. لا توجد ولا جمعية اسلامية واحدة مهتمة بذلك . ولكن كل الحركات والجماعات الاسلامية مهتمة فحسب ببناء بيوت كثيرة جدا باهظة التكاليف للغني الحميد .. سبحانه وتعالي في سمائه .. وليس للفقراء من عباده - جل جلاله - .. .. !
ما دامت الصلاة في الشارع - بالخلاء - جائزة ومقبولة . فلماذا بناء المساجد بينما هناك آدميون مسلمون بالعاصمة المصرية . وبالملايين لا يجدون سوي القبور ، وعشش الصفيح . للعيش فيها ؟!
لماذا لا تسخدم الأرض الفضاء . بعيدا عن الشوارع العامة ببلاد مزدحمة . في الصلاة ، وتوجه تكاليف بناء بيوت لله . لأجل بناء بيوت للفقراء من عباد الله . وارجاء بناء بيوت كثيرة لجلالته . لحين سد حاجة عباده الفقراء ..
الغرض من تعمد الجماعات الدينية الاسلامية حشد الناس من مختلف الأحياء للصلاة بالشوارع العامة وبالمناطق الحساسة . بأكبر مدن الدولة – أيا كانت الدولة - . هو تعويد السلطات علي هذه المظاهرة الدينية – التي تبدو بريئة – بالشوارع والمناطق الاستراتيجية . لحين اكتمال تهيئة الجماعات الدينية . للمواطنين ، واعداد عدة تلك الجماعات . للقيام ذات يوم . بتحريض الشعب بشكل عام ، للاستيلاء علي المرافق الحكومية ، وقلب نظام الحكم .. .. والاستيلاء علي السلطة . وهو الهدف الذي تسعي اليه تلك الجماعات الدينية الاسلامية . وعلي رأسها الجماعة الأم " الاخوان المسلمون " والتي لا يخفي علي أحد . هدفها في الاستيلاء علي السلطة ..
كيف تكون الصلاة في الخلاء تمهيدا لقلب نظام الحكم ؟
الصلاة في الخلاء . هي أنسب لتهييج المصلين وغيرهم من عابري الشارع ، وتسييرهم نحو الهدف والغرض المراد تسييرهم اليه . فاخراج المصلين في ثورة وغضب . ان كانت الصلاة بداخل المسجد . هي أقل فعالية عما لو كانوا يصلون بالشارع . فصلاتهم بالمسجد تكون خلف أسوار ، وفد يتغير رأي المصلي بعدما يخرج ويقف في طابور منتظرا دوره للخروج من الباب . وبدلا من الاتجاه صوب الهدف المطلوب . فانه قد يتجه الي بيته ..
وهذا تصورنا لسيناريو تثوير وتهييج المصلين بالشارع . في مصر . لقلب نظام الحكم والاستيلاء علي السلطة :
لو أن ألفين من الرجال والشباب - - أغلبهم ينتمون أو يتعاطفون مع الجماعات الاسلامية – قاموا بالصلاة بالشارع . خلف أو قرب مبني الاذاعة والتليفزيون بالعاصمة – القاهرة – وحرضهم الخطيب علي اقتحام مبني التليفزيون والاستيلاء عليه ، بدعوي انه يبث الكفر والخلاعة ويشجع علي الرزيلة ، ويخالف الشريعة و يغضب الله – كما يقول الخطباء ورجال الدين - .. وباغت هذا العدد من المصلين . حراس ومديري وموظفي المبني بهجوم كاسح ، واستولوا علي غرف البث وبمساعدة وبتواطؤ من المذيعين والمذيعات والعاملين . الذين اخترقتهم الجماعات الدينية ودروشتهم . وحجبت من حجبت من المذيعات والقتيات المهندسات والموظفات اللائي اخترقت الجماعات الدينية عقولهن . وصرن علي ولاء للجماعة الاسلامية لا لمبني التليفزيون مكان عملهن وعملهم .....
وفي ذات الوقت لو نفذ نفس السيناريو – الصلاة بالخلاء – حيث يوجد رئيس الدولة ، وفي شارع آخر . حيث يوجد وزير الداخلية ، وبشارع ثالث . حيث يوجد وزير الدفاع ... وبشارع رابع بجوار مبني الحرس الجمهوري بحي عابدين بقلب القاهرة .. . وأيضا .. حيث يوجد رئيس كل من الاستخبارات العامة ، والعسكرية .. وفاجأوا الحرس ، واستولوا علي القيادات بمساعدة من تم دروشتهم من الحرس الجمهوري – مثلهم مثل كافة أجهزة الدولة وكافة طبقات الشعب . فقد اخترقت جماعة الاخوان كل مفاصل الحكومة والمجتمع . واقنعت الكثيرين بوجوب اسقاط النظام . ليس لصالح المدنية والحداثة وانما لصالح الجماعة ولاقامة شريعة وقوانين مضي عليها أكثر من 1400 سنة ..
لو حدث كل ذلك في وقت واحد في يوم جمعة عقب الصلاة بالشوارع التي تتبعها خطبة من أحد الخطباء التحريضين التهييجين ..
لو جري ذلك . وقاموا باصدار بيان عبر التليفزيون الذي يتم الاستيلاء عليه بنفس الطريقة . فان الشعب الذي يمتليء جسده بجروح وقروح من أفعال النظام الحاكم . سوف يهب بأكمله للتعبير عن فرحته بسقوط ذاك النظام وليشارك .. ويبايع من قام بهذا العمل ، أيا كان ، ضيقا ويأسا من النظام ..
... ...
أمامي صور ، لاناس مسلمين يغلقون الشوارع في أمريكا لأجل الصلاة ! ورسالة من استراليا تؤكد حلول نفس الظاهرة هناك أيضا . - وصلتنا من قرائنا الأعزاء - .
رعايا أمريكا . يمثلون كافة أديان الكرة الأرضية . حيث هاجر اليها واستوطن فيها بشر من كافة أنحاء الدنيا ..
ولكن لا يوجد سوي دين واحد فقط . هو الذي يسد أتباعه الشوارع لأجل الصلاة . وفي نفس الوقت ينشطون في بناء مساجد ..!
ماذا لو قام أتباع كل دين من الأديان الأخري في أمريكا بسد الشوارع والطرق لأداء صلواتهم هم أيضا أسوة بما يفعله اتباع الديانة المحمدية الصحراوية ؟!؟ ...
حينها ستسود الفوضي ، بسبب استغلال قانون الحرية الدينية . أسوأ واضر استغلال .
ماذا لو اعترض أتباع الديانات الأخري بأمريكا – و أوربا ، و استراليا - علي قيام مسلمين بالصلاة بالشوارع العامة ؟ وقالوا ان مشاعرهم تتأذي عندما يرون فعلا فاضحا بالشارع بمشاهدة صفوف طويلة متراصة وكثيرة لمؤخرات مرفوعة لأعلي ، لاناس رؤوسهم منكسة بالارض ..! .. – وهذا بالحرف .. ما جاءني برسالة من قاريء غير مسلم يعيش في أمريكا - ، خاصة وأن المسلمين ببلاد الاسلام . يعلنون عن اعتراضهم علي بناء معابد لغير المسلمين بزعم أن مشاعرهم تتأذي جدا من وجود تلك المعابد غير الاسلامية ومن أية أصوات تصدر من داخل أسوارها ... ؟ (!)
وماذا لو طالب اتباع الديانات الأخري – غير الاسلام - بأمريكا وأوربا من المسؤولين ، رسميا . بمنع ظاهرة الصلاة بالشوارع العامة ؟
هل سيحال الموضوع لاستفتاءات عامة ، وادخال تلك البلاد فيما يشغلها عن مواصلة التطور العلمي بمزيد من الاختراعات والابتكارات والتقدم الحضاري. التي تستفيد منها كل شعوب الأرض
... ؟!!؟
مرة يتم تعطيل فرنسا وشعبها بعبث اجراء استفتاء بسبب الحجاب ..! وتعطيلها مرة أخري لسن والموافقة علي قانون بمنع النقاب ..! ومرة في سويسرا . حيث تم تعطيل الدولة والشعب والبرلمان وشغل القيادات المختلفة والاعلام والرأي العام هناك بموضوع مآذن المساجد المحمدية ( الحنيفة الشريفة )..!
لماذا نشغل تلك الدول المتحضرة بمثل تلك الأمور ، وفي نفس الوقت ننتظر ونطلب معوناتهم ، وبضائعهم – من الدواء وحتي الغذاء والكساء ! – ونترقب آخر مخترعاتهم ، ونقصد ونفضل الدراسة بجامعاتهم ... دون أن نخجل من ألا نكف عن امطارهم بترهاتنا وجهلنا ، و عبثنا وشغبنا الديني العتيق والمتعدد الأشكال؟؟!
**********
ترسل التعليقات علي عنوان الكاتب
salahmohssein@hotmail.com
-----
تعليق ورد الينا بالايميل بوم 29-8-2010 من القاريء ج .م - استراليا
أخى الحبيب و أستاذى الجليل / صلاح
المقالة رائعة ككل مقالاتكم
و لكن من له أذنان للسمع فليسمع
آخر صرعة بدأت هنا فى أستراليا
أنه فى الأحياء الجديدة و أينما بنيت كنيســـة
هب الأحباء المسلمون
من جميع الجنسيات و من كل مكان فى ملبورن بغض النظر ان كانوا يعيشوا فى هذا الحى أو ذاك
هبوا جميعا لنصرة الاسلام الذى
يحاربه هؤلاء الكفار فى هذا البلد
بمحاولة نشر ديانتهم الوثنية ببناء الكنائس بغرض التبشير
و لينصروا الاسلام
يبدأو فى محاربة المجلس المحلى للحى فى المحاكم لبناء مسجد فى نفس المكان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و اذا بمســــجد يبنى ملاصق للكنيسة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فى الحى الذى أسكن فيه و على بعد كيلومترات قليلة من منزلى
بنى مسجد بينه و بين الكنيسة سور فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و يتكرر سيناريو ما يحدث فى مصر هنا أيضا
ممكن تقوللى نروح منهم فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و فين يمكننا أن نعيش فى سلام
هربنا منهم فى مصر
و طفشّونا من بلدنا
ليس لأننا نكرههم
أبدا صدّقنى
و لكن لأننا نحاول العيش فى سلام و نحاول أن نجنّب أولادنا ما مررنا فيه
نروح فين تانى؟؟؟؟؟
السبت، 28 أغسطس 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.