كتب : صلاح الدين محسن
9-8-2010
salahmohssein@hotmail.com
شاهدت بالأمس 8-8 -2010 بقناة دريم . الفضائية . حلقة من برنامج " الحقيقية “ . الذي يقدمه الاعلامي المصري " وائل الابراشي " "
أطلعنا في تلك الحلقة . علي ظاهرة مستجدة علي المجتمع المصري . وهي دخول الشباب – الذكور – مهنة الرقص الشرقي . منافسين للراقصات المحترفات
قدم لنا شابا يمارس هذا العمل- وهو مدرب للرقص - .
حسنا ان السيد " الابراشي " يسارع بتقديم جانبا من جوانب التغييرات والتحولات التي تجري
باطراد في حياة المصريين في مناخ سياسي غير صحي ، طال أمده .
! ولكنه لم يحسن . باستضافته لرجل واحد كحكم علي الظاهرة الجديدة فالرجل المستضاف . كان واضحا انه يمثل رأي الدين ، – ربما كان صحفيا بصحيفة اخوانية - في مسألة تتعلق بالفن الذي يكرهه كليا ويعارضه الدين والساعون لتديين كل شيء . حتي كرة القدم – والشورت الشرعي !-
وكان واجبا علي " أ . الابراشي “ . استضافة ناقد فني ، و أحد علماء الاجتماع – الا اذا كان للاملاءات أمنية دخل .وهي املاءات ايحائية وليست مباشرة -
ولفت نظري أن الراقص يلبس بدلة رقص نسائية مائة بالمائة
( ! ) .
بالطبع لا يخفي علي أحد أن البطالة وفحش الأسعار وارتفاع نفقات المعيشة هي أهم سبب لاتجاه الشباب لاحتراف الرقص الشرقي الذي اعتدنا علي انه لايمارسه سوي النساء. ولاسيما وأن أجور الراقصات مرتفعة . كما أجور الفنانين ككل .
والرقص في حفلات الأعراس الشعبية المصرية يمارسه – كهواية . بعض الشباب -وكنوع من المرح والترويح والمجاملة لأصحاب العرس ، وغالبية المصريين يرقصون في حفلات الأعراس
. وكتعبير عن الفرحة – ان كانوا من أهل العروسين و كثيرا ما نشاهد نحن المصريين شبابا يرقصون بأفضل مما ترقص الرقصات النساء-، كتحية منهم . باعتبارهم من الأصدقاء أو معارف أحد العروسين . فحسب . وبدون أجر طبعا
ليس بمقدور أي شابة أو أي شاب الاشتغال بالرقص كحرفة .و لا يمكن أن يتحول كل ولا معظم الشباب لاحتراف الرقص – كما يظن وكما يخشي البعض - فتلك مهارة وتحتاح لموهبة – فن واحساس – وليست مسألة تدريب فقط
. ردا علي سخرية واستهزاء الشيخ غير المعمم . الذي جاء به السيد " وائل الابراشي "لتقييم الظاهرة . قال الشاب . الراقص . . الذي استضافه البرنامج :
ان الرقص يسكن بداخله . حتي وهو غضبان يرقص
ولا عجب في ذلك .فالرقص كما الشعر – احساس وفن ، وكما الطرب ..
ماذا يفعل الشاعر عندما يكون غضبانا ؟
انه يكتب شعرا ..
وماذا يفعل المطرب عندما يكون حزينا وعندما يكون فرحانا ؟ يغني في الحالتين ..
وكذلك حال الموسيقي والأديب والرسام .. كل فنان يسكن فنه بداخله . يمارس فنه في كل حالات الحزن كما الفرح
الراقصة الموهوبة ، والراقص الموهوب . بمكنهما الرقص ولو بدون موسيقي . فالموسيقي والحركة الراقصة موجودة بداخل كل منهما
لو وجهنا الرافصة فيفي عبده – كمثال - ، أو هذا الشاب الراقص . نحو نوع راقي من الرقص . وحولنا لهم الذوق العام ليقبل علي فن الرقص الرفيع ويتذوقه ويرقي لمستواه و به ..لبرعت " فيفي عبده " و برع هذا الشاب . في الرقص الرفيع . ربما بأكثر مما هما بارعان في الرقص الخليع
ان شئت أت ترقي بسلعة وبمن ينتجها . فعليك أن ترقي أيضا بذوق المستهلك لتلك السلعة . بالدعاية والتوعية
كل شعوب العالم ترقص للتعبير عن الفرح والسعادة ، والطرب
بل غالبية الكائنات الحية ترقص من طيور ، لنباتات ، وأشجار ، لحيوانات ، و حتي الحشرات –
حتي الثعابين ..ترقص اذا سمعت مزمارا .
فيما عدا ثعابين البشر . المشحونة أنيابها بسموم التعصب العقائدي .. - وبعضها يرقص ولكن خلسة . بعيدا عن أعين الناس، والبعض الآخر من تلك الثعابين يرقص بالفتاوي اللولبية والمتغيرة. أسوأ انواع الرقص - .! -
يعجبني الرقص الذي يفعمنا بالسمو والارتقاء – والرقص الذي يعبئنا بالرغبة في النهوض والثورة ، والانتفاض الواثب ، وهذا أشعربه في الرقص الاسباني – .
ويعجبني الرقص الذي يكسبنا المرح الراقي النظيف . لذا فانني أميل للرقص الغربي مثلما أميل للموسيقي الغربية – تلك الموسيقي التي يسرق منها كبار موسيقيينا وملحنينا القدامي والحاليون.. الكثير جدا -
لا ننكر أن الرقص الشرقي يحوي قدرا ما من المهارات والفنية ، وقدرا أكبر من لغة الجسد وبالتحديد : الأثداء والأرداف الخصر والبطن وما تحتهاد
الاقدام علي تعلم الرقص الشرقي .- من قبل أمريكيات وروسيات وفرنسيات ، وأوربيات غيرهن ..
أ ليس شهادة يعتد بها لصالح الرقص الشرقي . بل له هدف : الغرف من أموال النفط .. فالنفطيون . بجيوبهم المنتفخة التي يبعثرونها بسفه انفاقي . علي الملذت . يفضلون هذا النوع من الرقص علي الأنواع الراقية .
مثلما يفضلون الطعام " الكبسة والثريد باللحم " الماليء للبطن ..
علي الأطعمة الأخري الأرقي والأحدث والأكمل غذائيا! !
وطمعا في أموال النفطيين . هرعت وتدنت النساء من دول غربية متقدمة مختلفة ، ودول شرقية أيضا لتعلم ذاك النوع غير المتقدم من الرقص
عندما صفق العالم لفرقة رضا – المصرية – طوال رحلاتها الفنية ، ما هكذا كانت راقصات الفرقة يرقصن بالأرداف والخصر والأثداء .. كلا
لو حدث تغيير للأوضاع السياسية في مصر . وجاءنظام جديد جاد في النهوض بالشعب . فان من أولويات العمل اللازم . تحويل الشعب . بعيدا عن الرقص البلدي أو الشعبي – وكذلك الموسيقي . المصاحبة ، والمشابهة له - . ونشر وتشجيع أنواع الرقص – والموسيقي – الراقي . نقلا عن الشعوب الأخري سواء من الغرب أو من الشرق ..
فلضمان نجاح وثبات التغيير الايجابي المعيشي . المادي والاقتصادي . يجب أن يصاحبه ويلازمه التغيير الايجابي المعنوي والوجداني
والاعلام والتعليم الراشدان . قادران علي تحقيق المعجزات
******